يتنامى الغضب في إسرائيل من حكومة بنيامين نتنياهو وسياستها العسكرية، التي تطبقها في قطاع غزة مع استمرار العمليات البرية والقصف، في حين يوجد حوالي 132 محتجزًا لم تنجح سلطات الاحتلال في تحريرهم منذ عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
وتعبيرًا عن هذا السخط، تظاهر الآلاف مساء أمس السبت في تل أبيب ضد نتنياهو مطالبين باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة عاجلة، في ظل فشل حكومة الحرب الإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة في غزة بعد 107 أيام على الحرب.
وقد تحدث تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشر أمس السبت، عن تصدّع ائتلاف نتنياهو في ظل بطء تقدم جيش الاحتلال في غزة وتعبير جنرالات إسرائيليين عن استحالة تحقيق أهداف الحكومة.
ويرى هؤلاء تعارضًا بين القضاء عسكريًا على الفصائل الفلسطينية، وإعادة المحتجزين إلى ذويهم من دون اتفاق دبلوماسي مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ضغط داخلي وخارجي
ووسط كل ذلك، تتعالى الأصوات الشعبية المطالبة باستقالة القيادة الإسرائيلية الحالية، وهو ما عبّر عنه المتظاهرون في شوارع تل أبيب.
فقد قالت نعام ألون شقيقة جندي إسرائيلي قتل في غزة: "القوة بأيدينا الآن للتغيير والإصلاح، هذه الحكومة يجب أن تذهب إلى المنزل الآن!".
بدوره، خاطب شيريل هوجج وهو من سكان مستوطنة أوفاكيم، المحتجين، قائلًا: "فاشلة وانقسامية (الحكومة).. لن نسمح بقيادة لا تستحق الشعب.. حان الوقت لجيل جديد في إسرائيل"، على حد تعبيره.
وبموازاة الانقسامات الداخلية المتصاعدة، يتزايد الضغط الدولي على حكومة نتنياهو، التي لم تحقّق أيًا من أهدافها في غزة بعد ثلاثة أشهر من العدوان على القطاع الفلسطيني المحاصر.
تعنّت نتنياهو
في المقابل، يصرّ نتنياهو على عدم التراجع عن مواقفه، معتبرًا أن إيقاف الحرب سيكون بمثابة "الهزيمة" أمام المقاومة الفلسطينية.
ورأى أن ما وصفه بـ"النصر الكامل يتطلب إعادة الرهائن إلى منازلهم".
لكن الخطاب التصعيدي لرئيس حكومة الاحتلال يقابله بحسب تقرير الصحيفة الأميركية، رؤية جنرالات في جيش الاحتلال أن أفضل طريق لاستعادة المحتجزين هو بالمفاوضات، "وإلا فإن الرهائن قد يقتلون خلال الحرب".
وسبق أن قتل عدد من هؤلاء المحتجزين في عمليات سابقة حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها شمالي غزة، أو بسبب القصف المركز على القطاع.
وفي هذا الصدد، قال أندرياس كريج الخبير في جامعة "كينغز كوليدج" لندن للصحيفة: "وصلت الحرب أساسًا إلى حالة جمود، إنها ليست بيئة يمكن فيها تحرير الرهائن".
وأضاف: "إن ذهَبَت إسرائيل إلى الأنفاق وحاولت تحريرهم بالقوات الخاصة أو غيرها، فستقتلهم إما بصوة مباشرة أو غير مباشرة بالفخاخ المتفجرة وتبادل إطلاق النار".