قالت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، إنه لا ينبغي لأحد أن يبقى صامتًا إزاء "الإبادة الجماعية" التي تجري في قطاع غزة خلال مشاركتها اليوم الخميس بطريقة مفاجئة في مظاهرة مؤيدة لفلسطين أقيمت وسط مدينة لايبزيغ الألمانية.
وباتت تونبرغ، أشهر ناشطات البيئة حول العالم، عرضة لسلسلة من الحملات الإسرائيلية ضدها، منذ موقفها المعلن من الصراع الذي تأجج بعدوان إسرائيلي متواصل على غزة، أسفر عن استشهاد أكثر من 52 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
"لن نسمح بإسكاتنا"
وفي تظاهرة لايبزيغ، ارتدت الناشطة البيئية الكوفية الفلسطينية، ووصفت الهجمات الإسرائيلية على غزة بأنها "إبادة جماعية". ودعت في تصريحات صحفية إلى الوقوف، ورفع الأصوات ضد القمع والإمبريالية والحرب وجميع أشكال التمييز والعنصرية.
وأكدت السويدية البالغة من العمر 21 عامًا، أن إسرائيل تحرم سكان قطاع غزة من أبسط حقوقهم الإنسانية، مضيفة أن على المجتمع الدولي التحرك ضد الحرب والعنصرية والوقوف إلى جانب فلسطين.
وأشارت تونبرغ خلال كلمتها في التظاهرة اليوم، إلى أن الوقوف مع فلسطين يعد واجبًا إنسانيًا، وقالت إنه "ينبغي ألا نسمح لأحد إطلاقًا بإسكاتنا".
وتعرضت تونبرغ لانتقادات من قبل بعض الجماعات الألمانية بسبب دعمها لفلسطين، كما أقدمت وزارة التعليم الإسرائيلية على إزالة اسم الناشطة السويدية من المناهج المعنية بالمناخ.
وقالت الوزارة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ضمن بيان لها، إن موقف غريتا لا يجعل منها بعد اليوم مصدر إلهام، ولم تعد نموذجًا يحتذى للطلاب الإسرائيليين، وفق قولها.
مضايقات واتهامات
وتصنف تونبرغ، واحدة من أبرز المؤثرين العالميين، الذين دعموا قطاع غزة في وجه العدوان، حيث شاركت عدة مرات بالتظاهرات المنددة بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وتخطت الحملات على تونبرغ تل أبيب، باتجاه وسائل الإعلام الأميركية، التي أيدت العدوان الإسرائيلي بشكل مباشر، على غرار قناة "فوكس" الأميركية، التي اتهمت الناشطة السويدية بالانحياز إلى اليسار المتطرف، من خلال موقفها التي قالت القناة إنه "ضد إسرائيل في وجه إرهابيي حماس".
وترجم أحد الناشطين هذه الحملات عمليًا، بشكل مباشر، واعتلى منصة مسرح فعالية كانت تونبرغ تشارك بها في العاصمة الهولندية أمستردام خلال نوفمبر الماضي، وسحب الميكروفون منها قائلًا: "أتينا لمناقشة أزمة المناخ وليس لطرح وجهات النظر السياسية"، قبل أن يبعد نشطاء الشاب الذي اقتحم المسرح، باتجاه تونبرغ التي كانت تعتمر الكوفية العربية.
وخلال وقت سابق، علقت تونبرغ على تلك الحملات ضدها، في مقال لها قالت فيه: "لن نتوقف عن التحدث عن معاناة غزة - لا يوجد عدالة مناخية بدون حقوق الإنسان".
وأضافت: "الإبادة ليست دفاعًا عن النفس، ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال رد فعل نسبيًا".