طوّر علماء بريطانيون أول اختبار دم في العالم لسرطان الدماغ، ويزعم أنه يمكن أن يحدث ثورة في التشخيص، ويسرع العلاج، ويعزز معدلات البقاء على قيد الحياة، بحسب صحيفة "الغارديان".
فلسنوات عديدة، ظلت أورام المخ التي تؤثر على مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم كل عام، صعبة التشخيص.
وبحسب الصحيفة، قام فريق بحث بتصميم اختبار دم بسيط يمكن أن يساعد في تشخيص المرضى الذين يعانون حتى من أشد أشكال سرطان الدماغ فتكًا بسرعة أكبر بكثير، مما يساعد في إنقاذهم من الخزعات الجراحية عالية الخطورة. وتم نشر هذا الاختراق في المجلة الدولية للسرطان.
اختبار يسرّع التشخيص
وقال الخبراء: "إن الخزعة السائلة وغير المكلفة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تشخيص مبكر، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تسريع العلاج وربما زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة".
وأضافوا: "إن الاختبار سيكون مفيدًا بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أورام المخ التي يتعذر الوصول إليها، والذين يمكن أن يستفيدوا من بدء العلاج في أقرب وقت ممكن".
ووجد الباحثون في مركز التميز لأبحاث أورام الدماغ، الذي تديره "إمبريال كوليدج لندن" وهيئة الخدمات الصحية الوطنية للرعاية الصحية في إمبريال كوليدج، أن الاختبار يمكن أن يشخص بدقة مجموعة من أورام الدماغ، بما في ذلك الورم الأرومي الدبقي وهو النوع الأكثر شيوعًا.
وقال دان نولز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أبحاث أورام الدماغ الخيرية: "هذا البحث الرائد يمكن أن يؤدي إلى تشخيص مبكر ونتائج أفضل لمرضى أورام المخ".
اختبار يعزل الخلايا الدبقية
ويعمل اختبار الدم TriNetra-Glio، الذي تم تطويره بتمويل من "داتا كانسر جينيتكس"عن طريق عزل الخلايا الدبقية التي تحررت من الورم وتوجد في الدم. ثم يتم تلوين الخلايا المعزولة ويمكن التعرف عليها تحت المجهر.
وقال الدكتور نيلوفر سيد، الذي يقود مركز التميز لأبحاث أورام الدماغ: "إن الطريقة غير الجراحية وغير المكلفة للكشف المبكر عن أورام الدماغ أمر بالغ الأهمية لتحسين رعاية المرضى"، لكنه اعتبر أن طريقا طويلا لا يزال يتعين قطعه في هذا المجال.
وأضاف: "هذا الحل يمكن أن يساعد الأشخاص الذين لا يمكن أخذ خزعة من دماغهم أو الاستئصال الجراحي للورم بسبب موقعه أو قيود أخرى".
الاختبار الأول من نوعه
ويُعتقد أن هذا الاختبار سيكون الأول من نوعه في العالم، حيث لا توجد حاليًا اختبارات غير جراحية أو غير إشعاعية لهذه الأنواع من الأورام.
ويخطط العلماء لإجراء المزيد من الدراسات للتحقق من صحة النتائج، ويمكن للمرضى الاستفادة من الاختبار الجديد في أقل من عامين.
ونقلت "الغارديان" عن كيفن أونيل، استشاري جراحة الأعصاب في صندوق إمبريال كوليدج للرعاية الصحية والذي يقود مركز التميز لأبحاث أورام الدماغ قوله إن "هذا الاختبار ليس مجرد مؤشر للمرض، بل يكتشف الخلايا السرطانية المنتشرة في الدم، والتي يمكن تحليلها بنفس التفاصيل الخلوية مثل عينة الأنسجة الفعلية".
واعتبر أن ما تحقق يعد "إنجازًا حقيقيًا" لعلاج سرطانات الدماغ التي نادرًا ما تنتشر في جميع أنحاء الجسم.
