أعلن مجلس الإشراف في "ميتا" أمس الإثنين، أنه يتعيّن على الشركة العملاقة (فيسبوك وإنستغرام) بشكل ملزم وسريع تحديث قواعدها بشأن المحتوى الخاضع للتلاعب، سواء باستخدام الذكاء الاصطناعي أو من دونه، مع اقتراب الانتخابات في بلدان عدة.
وقدّم مجلس الإشراف الذي أنشأته "ميتا" هذه التوصية الملزمة كجزء من قرار بشأن مقطع فيديو خضع للمونتاج يظهر فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بصورة مسيئة.
ودعا المجلس لإجراء مراجعة مستقلة للإشراف على المحتوى، بعد فضائح عدة واجهتها المجموعة العملاقة "ميتا"، وإعادة صياغة قواعدها لضمان قدرة المستخدمين على التعرف بوضوح إلى الصور والأصوات المعدلة.
كما ينبغي على ميتا "البدء في تصنيف المحتوى الذي جرى التلاعب به، مثل مقاطع الفيديو المعدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي، أو وسائل أخرى، عندما يكون من المحتمل أن يسبب هذا المحتوى ضررًا"، وفق بيان مجلس الإشراف.
ويشهد العالم في عام 2024 سلسلة استحقاقات انتخابية، لا سيما الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتخشى السلطات من موجة "تزييف عميق" (deepfake)، وهي مقاطع مرئية و/أو صوتية باتت أكثر تعقيدًا بفضل الذكاء الاصطناعي.
وقد حقق مقطع فيديو لجو بايدن يظهر فيه الرئيس الأميركي وهو يلمس حفيدته البالغة بطريقة مسيئة، مع تعليق يصفه بأنه متحرش جنسيًا بالأطفال انتشارًا واسعًا عبر الإنترنت العام الماضي. وأكد مجلس الإشراف أن هذا المقطع لا ينتهك قواعد ميتا الحالية، لكنه دعا إلى تحديثها.
"غير منطقية"
وقال مايكل ماكونيل، الرئيس المشارك للمجلس: "في الوضع الحالي، هذه السياسة غير منطقية".
وأضاف أن هذه السياسة "تحظر مقاطع الفيديو المعدلة التي تُظهر أشخاصًا يقولون أشياء لم يقولوها، لكنها لا تحظر منشورات تُظهر شخصًا يفعل شيئًا لم يفعله. إنها تنطبق فقط على مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكنها تسمح بنشر محتوى مزيف من أنواع أخرى".
ورأى في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن "ما قد يثير القلق الأكبر" هو أن "القواعد لا تغطي عمليات التزييف الصوتي، التي تُعد من أقوى أشكال التضليل الانتخابي التي نراها في العالم أجمع"، قائلًا إن "على ميتا أن تعمل بشكل عاجل لسد هذه الثغرات".
يُذكر أن على ميتا الرد على هذه التوصيات في غضون ستين يومًا كحد أقصى.