حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، من أن العالم يدخل "حقبة الفوضى"، مشيرًا إلى أن الانقسامات العميقة التي يعانيها مجلس الأمن الدولي جعلته غير قادر على التعامل مع قضايا ملحة على غرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وحذّر غوتيريش من أن أي هجوم برّي إسرائيلي محتمل على مدينة رفح في جنوب القطاع، "سيزيد في شكل هائل ما هو أصلًا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى"، مجددًا مطالبته بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار" والإفراج عن جميع المحتجزين.
وتقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة ونفّذت عملية بريّة دفعت أكثر من مليون شخص للنزوح نحو جنوب القطاع، وأدى العدوان منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت إلى استشهاد أكثر من 27 ألف فلسطيني.
إحداث تغييرات في مجلس الأمن
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عرض فيه أولوياته للعام 2024، دعا غوتيريش إلى إحداث تغييرات في مجلس الأمن والنظام المالي الدولي، إلى جانب إصلاحات أخرى، مشددًا على أن "مؤتمر القمة المعني بالمستقبل" المرتقب في سبتمبر/ أيلول، سيشكّل فرصة مهمة للتعامل مع الخلل الذي بات "أعمق وأخطر" من أي وقت مضى.
وقال الأمين الأممي: إن "مجلس الأمن الدولي -- المنصة الأولى لقضايا السلام العالمي وصل إلى طريق مسدود نتيجة الانقسامات الجيوسياسية".
واستدرك قائلًا: "هذه ليست المرة الأولى التي ينقسم فيها المجلس، لكنها الأسوأ. الخلل الحالي أعمق وأخطر".
وأشار غوتيريش إلى أنه بخلاف ما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة، عندما "ساعدت الآليات الراسخة في إدارة العلاقات بين القوى العظمى"، فإن هذه الآليات أصبحت غائبة "في عالم اليوم المتعدد الأقطاب".
وحذّر غوتيريش من أن "عالمنا يدخل حقبة الفوضى" التي وصفها بأنها "خطيرة ولا يمكن التنبؤ بها".
استغلال الفرصة
وتأتي تصريحات غوتيريش في ظل نزاعات مدمّرة في كل من أوكرانيا والسودان وغزة وغيرها مع نزوح الملايين جراء القتال وحاجتهم إلى المساعدات.
وقال غوتيريش أيضًا: "مع انتشار النزاعات، بلغت الاحتياجات الإنسانية العالمية أعلى مستوياتها، لكن التمويل لا يواكبها".
وفي هذا السياق، دعا الأمين الأممي قادة العالم لاستغلال فرصة انعقاد مؤتمر سبتمبر/أيلول، في نيويورك على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل "تشكيل التعددية الدولية لسنوات مقبلة".
كما جدّد غوتيريش دعوته إلى تطوير "منصة طارئة لتحسين الاستجابة للصدمات العالمية المعقّدة" بعد أزمة وباء كوفيد.
وشدّد غوتيريش الذي اعتبر مسألة تغير المناخ على رأس أولوياته منذ تولى منصبه عام 2017 على أن هذه الأزمة "تبقى التحدي الرئيسي في زمننا".
وراح يقول: "شنّت البشرية حربًا لا يمكن إلا أن نكون الطرف الخاسر فيها: حربنا مع الطبيعة. إطلاق معركة من هذا النوع أمر مجنون".