قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين خلال الساعات الماضية في رفح، استمرار لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري.
جاء ذلك، على لسان عزت الرشق القيادي في "حماس" عبر بيان رسمي نشرته الحركة عبر حسابها على تليغرام صباح اليوم الإثنين.
وكانت رفح جنوبي قطاع غزة شهدت ليلة دموية وصفت بالأعنف منذ بداية العدوان، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى إثر غارات إسرائيلية عنيفة على المنطقة المكتظة بالنازحين.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 67 شهيدًا إلى المستشفيات بعد مجزرة الاحتلال بمدينة رفح، مشيرةً إلى أن طواقم الإسعاف ما زالت تعمل على انتشال جثامين الشهداء من تحت الركام.
الضوء الأخضر الأميركي
في التفاصيل، قال عزت الرشق إن الهجوم الإسرائيلي على رفح "يؤكد أن حكومة بنيامين نتنياهو تضرب بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية، التي أقرت تدابير عاجلة لوقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة".
وحمّل الرشق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كامل المسؤولية مع حكومة نتنياهو عن مجزرة رفح، مشيرًا إلى أنها تمت "بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه لنتنياهو أمس، وما يوفروه له من دعم مفتوح لمواصلة حرب الإبادة".
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن بايدن أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي في اتصال، أن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون ما وصفه بـ"خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ"، بحسب قوله.
وفي بيان البيت الأبيض، جدد بايدن تأكيده "على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن الطويل الأجل لإسرائيل"، وفق تعبيره.
إلى ذلك، وصف القيادي العملية العسكرية على مدينة رفح بأنها "جريمة مركّبة، وإمعان في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيع لمساحة المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا".
وأضاف أن هذه المجازر تترافق مع أوضاع مأساوية تعيشها هذه المدينة أصلًا بسبب تكدّس قرابة 1.4 مليون مواطن فيها، وتحوّل شوارعها إلى مخيمات للنازحين "يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، نتيجة افتقارهم لأدنى مقومات الحياة".
وعليه، دعت "حماس" في بيانها جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة على المدنيين في قطاع غزة".
بيان "الجهاد الإسلامي"
بدورها، أصدرت حركة "الجهاد الإسلامي" بيانًا حول الهجوم الإسرائيلي على رفح، الذي وصفته بأنه "مجزرة مروعة وإمعان بحرب الإبادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني".
وتابعت الحركة في بيانها أن "إصرار العدو على مواصلة جرائمه.. يثبت أن حكومة الكيان الغاصب تضرب بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية، ولا سيما مقررات محكمة العدل الدولية، وقرارات الأمم المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي".
كما اعتبرت أن "هذه الجريمة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن حكومة الكيان النازية والمجرمة لا تقيم وزنًا للرأي العام الدولي ولا لحلفائها من المطبعين"، محذرة الدول العربية والعالم من أن هذا الهجوم "يهدف إلى تهجير شعبنا من أرضه، وتصفية القضية الفلسطينية، ما يهدد الأمن القومي العربي والإسلامي".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 28340 فلسطينيًا وجرح 67984 آخرين.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن الاحتلال ارتكب 19 مجزرة في القطاع، راح ضحيتها 164 شهيدًا و200 جريح خلال 24 ساعة فقط.