توقفت أبرز الصحف الأجنبية اليوم الخميس عند التصعيد الإسرائيلي الأخير في جنوب لبنان، محذرة من خطر خروج الأمور عن السيطرة وتوسع الحرب في حال فشل المفاوضات.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الحكومة اللبنانية أنها تعتزم تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك غداة استشهاد 7 مدنيين في غارة على مبنى سكني جنوبي لبنان.
و"تضامنًا مع قطاع غزة"، يتبادل حزب الله مع الجيش الإسرائيلي قصفًا متقطعًا بوتيرة يومية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
أعنف قصف إسرائيلي على لبنان منذ بدء الحرب على غزة
ففي صحيفة "واشنطن بوست"، تطرقت سارة دعدوش إلى التصعيد الإسرائيلي جنوب لبنان، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق عدة في الجنوب، يثير شبح اندلاع حرب أوسع مع لبنان.
وأضافت أنه مع اشتداد القتال واتساع نطاق الضربات، تتزايد التحذيرات الأوروبية للطرفين من أن وقت الدبلوماسية بدأ ينفد.
ونقلت عن دبلوماسي أوروبي، أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار على الحدود لم تصل إلى طريق مسدود، بل إنها غير موجودة أصلًا، لأن حزب الله لن يشارك في أي نقاش، بينما تستمر الحرب على غزة.
ورأت مراسلة الصحيفة أن الهجمات الأخيرة تشير إلى أن الاهتمام بدأ يتحول إلى لبنان، ما قد يدفع إسرائيل إلى توسيع ضرباتها إلى ما هو أبعد من حزب الله، ليشمل أهدافًا أخرى.
سيناريوهات التصعيد الإسرائيلي مع لبنان
من جهتها رأت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل يهدد بعرقلة الجهود الدبلوماسية لمنع توسع الحرب.
وأشارت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي كان حذرًا من فتح جبهة ثانية يواجه ضغوطًا داخلية لاتخاذ إجراءات أقوى ضد حزب الله.
وأضافت الصحيفة، أن تلويح وزير الحرب الإسرائيلي بتوسيع العمليات لتشمل الجيش اللبناني أيضًا، يمثل تصعيدا كبيرًا، لافتة إلى جهود دبلوماسية تبذل لنزع فتيل التوتر بما فيها اقتراح قدمته فرنسا لهدنة مدتها 10 أيام، يسحب خلالها حزب الله مقاتليه إلى بعد 6 أميال من الحدود.
موقع بلومبيرغ الأميركي رأى بدوره أنه من وجهة نظر كثير من المسؤولين الإسرائيليين، فإن ما يحدث على الحدود اللبنانية لم يعد مجرد مناوشات، بل تحول إلى حرب حقيقية تحتاج إلى الرد بقوة.
ولفت إلى أن هذا التصعيد يتزامن مع تهديدات الجيش الإسرائيلي ببدء هجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني من أماكن أخرى في القطاع.
"الأمور قد تخرج عن السيطرة"
ونقل عن خبير بشؤون الشرق الأوسط في جامعة هارفارد أن التصعيد الأخير في جنوب لبنان كان مختلفًا، لأنه استهدف منطقة أبعد من الحدود، لكن هذا لا يعني بالضرورة التحرك إلى ما هو أبعد مما يسميها الطرفان "قواعد الاشتباك".
وفي "ليبراسيون" الفرنسية توقف Arthur Sarradin مراسل الصحيفة أيضًا عند التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، وقال: "اللبنانيون، الذين لا تزال ذكرى الاحتلال الإسرائيلي في أذهانهم، يخشون عودة شبح الحرب".
وأضاف أنه منذ أربعة أشهر، أفرغت التوترات معظم البلدات في جنوب لبنان من سكانها، وعلى الجانب الدبلوماسي، فإن التصعيد يثير القلق.
وينقل عن مصدر دبلوماسي أجنبي أن الإسرائيليين بدأ ينفد صبرهم، ويهددون بعملية برية إذا لم تنجح المفاوضات في الشهر المقبل.
ويقول مصدر ثان قريب من المحادثات للصحيفة: إن "الأمور قد تخرج عن السيطرة في أي وقت ويمكن أن يبدأ التصعيد بحادث أو رد فعل غير متناسب.