الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مع تهديدات الاحتلال بعملية عسكرية.. ما ثقل قوة "حماس" في رفح؟

مع تهديدات الاحتلال بعملية عسكرية.. ما ثقل قوة "حماس" في رفح؟

شارك القصة

حددت الحكومة الإسرائيلية الإطار الزمني لاستكمال العمليات العسكرية في رفح - الأناضول
حددت الحكومة الإسرائيلية الإطار الزمني لاستكمال العمليات العسكرية في رفح - الأناضول
بالنظر إلى قدرات المقاومة الفلسطينية فإن معظم المحللين العسكريين يشيرون إلى أن معركة رفح ستكون من أشرس المعارك.

مع اكتمال الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح مدينة رفح تتصاعد التحذيرات الدولية والأممية من كارثة إنسانية جديدة قد تلحق بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى رفح طلبًا للأمان، ولو بحدوده الدنيا، بعد أن انتفت مقومات العيش في معظم مناطق القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.

وتشهد مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب على الحدود الفلسطينية المصرية، اكتظاظًا سكانيًا قد يضاعف من عدد الضحايا في حال نفذت إسرائيل تهديدها.

ويقدر عدد اللاجئين في رفح بنحو مليون ونصف المليون فلسطيني، يعيشون أصلًا في ظروف مزرية ويعانون نقصًا شديدًا من غياب المواد الغذائية والطبية وأدنى درجات العناية الصحية.

خشية من العملية الإسرائيلية في رفح

ويبدو أن الهجوم بات مسألة وقت بعد أن صدّق الجيش الإسرائيلي على خطة عملياتية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، لتكون المدينة أضيق مسارح العمليات العسكرية في أكثر مناطق غزة كثافة سكانيًا، وبمساحة لا تتجاوز 55 ألف دونم.

وهذه العملية إن نفذت في ظل خطط إسرائيلية لإجلاء الفلسطينيين إلى مناطق آمنة، كما يدعي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ستكون تجسيدًا حيًا لمجزرة قد تخلف الآلاف من الشهداء والجرحى.

وتوعد نتنياهو بتصفية الذراع العسكري لحركة "حماس"، واعتبر أن التراجع في هذا الوقت هو خسارة للحرب، وحدّد الإطار الزمني لاستكمال العمليات العسكرية في رفح قبل بدء شهر رمضان الذي سيصادف العاشر من مارس/ آذار المقبل.

لكن بالنظر إلى قدرات المقاومة الفلسطينية فإن معظم المحللين العسكريين يشيرون إلى أن معركة رفح ستكون من أشرس المعارك، إذ يتمركز فيها أحد أكثر التشكيلات العسكرية تماسكًا وتأهيلًا وهو "لواء رفح" وهو خامس تشكيل عسكري تابع لكتائب القسام، الذي صنفه معهد دراسات الحرب الأميركية بأنه حالة قتالية فعالة بقيادة محمد شبانة القائد العسكري الذي يدير أربع كتائب هي: "الكتيبة الشرقية - كتيبة خالد بن الوليد - كتيبة الشابورة - كتيبة النخبة".

مصر تتأهب

لكن بالنظر إلى موقع رفح واتصالها مع شبه جزيرة سيناء فإن العملية العسكرية تعترضها مجموعة من المعوقات والتعقيدات ذات الطابع السياسي والميداني المتعلقة بالعلاقة مع مصر، التي تشرف على المنفذ الرسمي الوحيد للفلسطينيين إلى العالم الخارجي.

فقد نقلت عدة وكالات أنباء عن مسؤولين مصريين وغربيين، أن القاهرة قد تلوح بورقة تعليق معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل إن هي اجتاحت مدينة رفح وتجاوزت محور صلاح الدين المعروف بـ"محور فيلادلفيا"، وذلك بالتزامن مع تحريك أربعين مدرعة بين دبابة وناقلة جند مصرية إلى سيناء.

علمًا أن المعاهدة المذكورة تسمح بنشر قوات محدودة على ذلك المحور لمنع التسلسل وعمليات التهريب، بموجب الملحق المعروف باسم اتفاق فيلادلفيا الموقع بين مصر وإسرائيل عام 2005.

إلا أن المادة الثانية من البروتوكول الخاص بالانسحاب الإسرائيلي وترتيبات الأمن في نص اتفاقية كامب ديفيد ترسم في فقرتها الرابعة ما تسمى بالمنطقة "دال"، وتحدّد حجم القوة الإسرائيلية بأربع كتائب مشاة مجردة من الدبابات والمدفعية والصواريخ، ولا يسمح لها باجتياز الحدود إلا من خلال نقاط المراجعة فقط والمحددة من قبل كل طرف.

والجدير بالذكر، أن محور فيلادلفيا يقع في المنطقة "دال" المعينة على الشريط الحدودي بين الخط الأزرق والحدود الدولية بين مصر والأراضي الفلسطينية.

ولذلك لا يمكن لإسرائيل السيطرة على الجانب الفلسطيني من محور فيلادلفيا إلا بوجود تنسيق أمني وعسكري مسبق مع الحكومة المصرية، وهذا ما لا توافق عليه القاهرة باعتباره خرقًا لاتفاقية كامب ديفيد من ناحية، وتصفية للقضية الفلسطينية من ناحية ثانية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close