استمر عدوان الاحتلال على غزة في يومه الـ 131، وفيما لم يتوقف القصف المدفعي والغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشنّ هجوم "قوي" على رفح، التي تؤوي أكثر من مليون نازح.
وتعرّضت مساء اليوم الأربعاء، مناطق في شمال غزة لقصف مدفعي إسرائيلي، فيما نقل مراسل "العربي" أن طائرات الاحتلال استهدفت موقعًا شرقي دير البلح وسط القطاع. كما تحدّث مراسلنا عن وقوع إصابات جراء قصف الاحتلال منزًلا في مخيم المغازي.
ووسط القطاع أيضًا، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق المدنيين، حيث استشهد 10 أشخاص على الأقل في استهداف طائرات الاحتلال منزل عائلة أبو نويجع بمخيم النصيرات.
وقد أفادت وزارة الصحة في غزة اليوم بارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى ما لا يقل عن 28576 شهيدًا، منهم 103 خلال الساعات الـ 24 المنصرمة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 68291.
استمرار عمليات المقاومة
بالتوازي، تستمر المقاومة الفلسطينية بالتصدي للتوغل البري الإسرائيلي على عدة محاور حيث أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب "الأنصار" تجمعات لجنود الاحتلال وآلياته شمالي قطاع غزة بوابل من قذائف الهاون.
في السياق نفسه، نشرت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لاشتباك مقاتليها مع آليات وجنود الاحتلال في محاور خانيونس، ووثقت خلالها قتل قائد الكتيبة 630 احتياط، ونائب قائد سرية وجندي.
نتنياهو يتوعد بعملية "قوية" برفح
وفي ظلّ استمرار تكبّد الاحتلال خسائر عسكرية واقتصادية بسبب العدوان على غزة، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم بمواصلة الحرب على القطاع، وشن عملية عسكرية "قوية" على مدينة رفح.
جاء ذلك في منشور لنتنياهو عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، كتب فيه: "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهذا يشمل عملية قوية أيضًا في رفح، بعد أن نسمح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال"، وفق زعمه.
وتتزامن تهديدات نتنياهو مع تصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن اجتياح بري إسرائيلي لرفح، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها كآخر ملاذ في أقصى جنوب القطاع.
وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية اليوم، من وقوع كارثة إنسانية "تفوق التصور" في حال نفذ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق بمدينة رفح، التي تضم أكثر من 1.5 مليون نازح من مختلف مناطق غزة فروا من منازلهم بسبب العدوان، وباتوا اليوم مهددين بالغارات والقصف الذي لا يهدأ.
وعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو، عن معارضته الشديدة لهجوم عسكري إسرائيلي محتمل على رفح.
وأضاف مكتب ماكرون في بيان: "هذا لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية أكبر حجمًا وإلى نزوح قسري للسكان، وهو ما سيشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان الدولية ويزيد من خطر التصعيد الإقليمي".
من جانبها، رأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيكون كارثة إنسانية.
وأضافت بيربوك في مؤتمر صحفي في القدس المحتلة: "ينتظر 1.3 مليون شخص هناك في مساحة صغيرة للغاية. ليس لهم في الواقع أي مكان آخر يذهبون إليه الآن.. إذا شن الجيش الإسرائيلي هجومًا على رفح في هذه الظروف، سيكون ذلك كارثة إنسانية".
بدورها، جددت الخارجية الأميركية موقفها الرافض لاجتياح رفح، طالما ليس هناك خطة واضحة لحماية المدنيين، وفق تعبيرها.
واعتبرت أن القول إن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لاجتياح رفح يعد ترجمة غير دقيقة لموقفها، مشيرة إلى أن هدم البيوت يعرقل التوصل إلى سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويؤثر على وضع إسرائيل دوليًا.
منع الوفد الإسرائيلي من المغادرة إلى القاهرة
وفي سياق التعنت الإسرائيلي، كشف موقع "واللا" العبري الأربعاء أنّ رئيس وزراء الاحتلال منع وفدًا أمنيًا من المغادرة إلى القاهرة لإتمام مفاوضات تبادل الأسرى.
وبحسب الموقع، فإنّ نتنياهو أبلغ فريق التفاوض الإسرائيلي بأنّه لا معنى للمفاوضات طالما لم تقدّم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تنازلات، وفق تعبيره.
وكشف مراسل "العربي" أنّ خطوة عدم إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة أثارت غضب أهالي المحتجزين في قطاع غزة، الذين هددوا بتنظيم مظاهرات أمام مقرّ وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب.
وقد تظاهر مساءً مئات الإسرائيليين أمام مقر إقامة نتنياهو، ومنزلي وزير الأمن يوآف غالانت والوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، احتجاجًا على إلغاء سفر فريق التفاوض إلى القاهرة.
وقال منظمو التظاهرة في بيان: "معنى القرار (تجميد المفاوضات) هو التضحية عن عمد بحياة جميع المختطفين".