توفي المصرفي ورجل الأعمال البريطاني اللورد جاكوب روتشيلد، عميد الأسرة التي تلّقت وعد بلفور عام 1917، والذي مثّل تعهدًا بريطانيًا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وجاكوب روتشيلد هو سليل العائلة اليهودية المصرفية الشهيرة، ذات اليد الطولى في قيام إسرائيل وتمويلها، والتي يشن جيشها عدوانًا مدمرًا على قطاع غزة منذ خمسة أشهر.
وكان لجاكوب الحائز على "جائزة وايزمان" بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس إسرائيل، ولأسرته دور محوري ليس فقط في تشتيت ملايين الفلسطينيين في أصقاع العالم وسلب أراضيهم فحسب، بل أسهم في رسم معالم الشرق الأوسط الذي لم يعرف الاستقرار منذ قيام إسرائيل.
ونعت أسرة روتشيلد التي بدأت مشوارها المصرفي في فرانكفورت في القرن السادس عشر، والتي نُسجت حولها العديد من القصص التي تلامس الخيال، عميدها، قائلة إنه كان داعمًا متحمسًا للقضايا الخيرية في إسرائيل والثقافة اليهودية.
كما نعى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ روتشيلد، قائلًا: إنّ إسهاماته لبريطانيا وإسرائيل والعالم ذات أهمية وتأثير كبيرين، مشيدًا بدوره في تشييد المحكمة العليا والمبنى الجديد للمكتبة الوطنية، الذي لم يتمكن من رؤيته قبل مماته.
وكان جاكوب روتشيلد الذي توفي عن عمر 87 عامًا، داعمًا قويًا لتل أبيب طيلة حياته، بل إنّه قال بالحرف الواحد : "أسرتنا أسست إسرائيل"، واصفًا إعلان بلفور بـ"المعجزة"، وبأنّه "الحدث الأكبر في الحياة اليهودية منذ آلاف السنين".
وتولى جاكوب منذ عام 1989 رئاسة مؤسسة "ياد هنديف" التابعة لأسرته، التي موّلت عدة مشاريع إسرائيلية، منها مبنيا الكنيست والمحكمة العليا، كما موّل تحديث المكتبة الوطنية المنجز عام 2011، وهو ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمدحه قائلًا له: "أنت تمضي في أعقاب أسلافك الذين كونوا تقليدًا عريقًا لتُشكّل قدوة عظيمة لأولئك الذين يتبعونك أيضًا. شكرًا لك".