زعم تحقيق أن شركة التكنولوجيا الصينية "هاواوي" ساعدت السلطات الصينية في إنشاء تقنية مراقبة تستهدف أقلية الإيغور في البلاد.
ووجدت سلسلة من شرائح العروض التقديمية التسويقية التي استعرضتها صحيفة "واشنطن بوست" أن "هواوي" ساهمت في تطوير مشاريع المراقبة التي تم إنشاؤها بالشراكة مع شركات صينية أخرى.
وشملت تلك المشاريع تحليل التسجيلات الصوتية، ومراقبة مراكز الاحتجاز، وتتبع مواقع الأفراد السياسيين محل الاهتمام، ومراقبة الشرطة في منطقة شينغيانغ الغربية، وتتبع الشركات للموظفين والعملاء.
وفي حين أن الشرائح لم تحدد لمن كانت العروض التقديمية، قال التقرير: "إن بعضها عرض وظائف المراقبة الخاصة بالشرطة أو الوكالات الحكومية"، مما يشير إلى أن سلطات الحكومة الصينية ربما كانت هي الجمهور المقصود.
"هواوي" تنفي المزاعم
ومن جهتها أكّدت "هواوي" أنها ليست على علم بالمشاريع المذكورة في تقرير "واشنطن بوست". وقالت في بيان: "لا تطور هواوي أو تبيع أنظمة تستهدف أي مجموعة محددة من الأشخاص، ونطلب من شركائنا الامتثال لجميع القوانين واللوائح وأخلاقيات العمل المعمول بها". وأضافت: "حماية الخصوصية هي أولويتنا القصوى ونطلب أن تمتثل جميع أجزاء أعمالنا لجميع القوانين واللوائح المعمول بها في البلدان والمناطق التي نعمل فيها".
ووفقًا للتقرير، تم إنشاء العديد من الشرائح عام 2014، بعد بضعة أشهر من هجوم إرهابي في محطة سكة حديد كونمينغ أسفر عن مقتل 31 شخصًا، وهي الحادثة التي غالبًا ما يستشهد المسؤولون الصينيون بها عند تبرير سياساتهم في شينغيانغ. وذكر التقرير أنه تم إجراء بعض التعديلات على الملفات في 2019 أو 2020. ويمكن رؤية شعار هواوي في العديد من هذه الشرائح.
المراقبة في شينغيانغ
وزعم التقرير أنه تم تسليط الضوء على مشروعات المراقبة في شينغيانغ في عدة شرائح. وعلى الرغم من أنهم لم يذكروا أقلية الإيغور العرقية على وجه التحديد، زعمت شريحة واحدة على الأقل أن تكنولوجيا "هواوي" ساعدت مكتب الأمن العام في أورومكي، عاصمة شينغيانغ، في القبض على عدد من المشتبه بهم جنائيًا.
وكان هذا النظام مستخدم في أورومكي منذ عام 2017، وهو ما يعتقد الخبراء أنه في الوقت الذي بدأت فيه الاعتقالات الجماعية للإيغور.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها مقاطعة دبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين ردًا على ما وصفته إدارة بايدن "بالجرائم ضد الإنسانية في شينغيانغ وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى".
Huawei has exposed and has no value for CCP now, more threats will be coming from different Chinese companies. Documents link Huawei to Uyghur surveillance projects, report claims | Huawei | The Guardian https://t.co/pUYiz2Lr2I
— melo (@melo04719172) December 15, 2021
وقال التقرير إن تقديم تحليل التسجيلات الصوتية يهدف إلى مساعدة السلطات على فحص التسجيلات الصوتية لأغراض الأمن القومي.
وفي الصين، يعتبر مصطلح "الأمن القومي" واسع المضمون، ويمكن أن يتراوح من الأنشطة التي يقوم بها المعارضون السياسيون إلى السياسات في هونغ كونغ.
"أي فلايتيك فويس برنت"
وأطلقت عام 2018 منصة إدارة "أي فلايتيك فويس برنت" وهو منتج طورته شركتا "هواوي" و"أي فلايتك"، وهي شركة ذكاء اصطناعي صينية. ويمكن لهذا المنتج التعرف على الأفراد من خلال مقارنة أصواتهم بمكتبة "فويس برنت".
وليس من الواضح ما إذا كان مطورو هذا المنتج قد شاركوا في جمع بصمات الصوت. لكن الشريك "أي فلايتك" عوقب من قبل الولايات المتحدة بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان عام 2019.