الجمعة 1 نوفمبر / November 2024

"الوقوف مع العمالقة".. 1475 مجسمًا للقتلى البريطانيين بإنزال نورماندي

"الوقوف مع العمالقة".. 1475 مجسمًا للقتلى البريطانيين بإنزال نورماندي

شارك القصة

تُمثّل المجسّمات الظلية العسكريين المشاركين في عملية الإنزال
تُمثّل المجسّمات الظلية العسكريين المشاركين في عملية الإنزال - أ ف ب
يُتوقع أن يحضر عدد من رؤساء الدول والمحاربين القدامى الذين ما زالوا على قيد الحياة في 6 يونيو/حزيران المقبل في نورماندي.

يضع متطوعون في الريف الإنكليزي، اللمسات الأخيرة على 1475 مجسّمًا ظليًا معدنيًّا، تمثل الجنود البريطانيين الذين لقوا حتفهم في يوم إنزال نورماندي في 6 يونيو/ حزيران 1944.

وستوضع المجسمات على مقربة من موقع العملية التي شكلت محطة حاسمة خلال الحرب العالمية الثانية، بمناسبة الاحتفال بذكراها الثمانين.

وعملية نورماندي (شمال غرب فرنسا) الكبيرة، ساهمت في تحرير أوروبا من نير النازيين.

"الوقوف مع العمالقة"

وهذا المشروع الضخم الذي أُطلقَ عليه عنوان "الوقوف مع العمالقة" Standing with Giants، وُلِد قبل سنوات عدة في ذهن المتخصص في تجديد المباني دان بارتون المقيم بالقرب من أكسفورد. 

ورأى بارتون الذي سبق أن أعدّ مجسّمات ظلّية من هذا النوع لاحتفالات أخرى، أن هذه الفكرة ستكون بمثابة تحية "قوية" للجنود الذين فقدوا أرواحهم خلال إنزال نورماندي.

ويُتوقع أن يحضر عدد من رؤساء الدول والمحاربين القدامى الذين ما زالوا على قيد الحياة في 6 يونيو/ حزيران المقبل في نورماندي.

وقال دان بارتون: "قد تكون المرة الأخيرة التي يحضر فيها محاربون قدامى ما زالوا على قيد الحياة الاحتفال بالذكرى السنوية (...). ولذلك، أعتقد أن من المهم أن نفعل شيئًا كبيرًا هذه السنة".

ستُركّب المجسّمات البالغ عددها 1475 أمام النصب التذكاري المطل على شاطئ غولد بيتش - منصة إكس
ستُركّب المجسّمات البالغ عددها 1475 أمام النصب التذكاري المطل على شاطئ غولد بيتش - منصة إكس

وفي حظيرة أقيمت خصيصًا لإعداد المجسّمات الظلّية، انكب عدد من المتطوعين على العمل، وعلى تثبيت هذه المجسّمات ذات الحجم الطبيعي والمطلية باللون الأسود على دعائمها.

وتولّت اختيار مشروع المجسمات الظلية الهيئة المسؤولة عن النصب التذكاري البريطاني "بريتيش نورماندي ميموريال" British Normandy Memorial المقام في بلدة فير سور مير في نورماندي. 

النصب التذكاري يطل على شاطئ غولد بيتش

وبعد بضعة أيام، ستُركّب المجسّمات البالغ عددها 1475 أمام النصب التذكاري المطل على شاطئ غولد بيتش الذي نفّذ فيه 25 ألف بريطاني عملية الإنزال في 6 يونيو/حزيران 1944.

وتُمثّل المجسّمات الظلية التي أعدّت وفق 11 تصميمًا مختلفًا مجموعات عدة من العسكريين المشاركين في عملية الإنزال.

 وخُصص اثنان منها لممرضتين قُتلَتا على متن إحدى السفن التي استخدمت في الإنزال.

وقال دان بارتون: "أجرينا بحثًا لمعرفة ما إذا كان بين القتلى نساء، وتبين أن الأمر كذلك، إذ قضت ممرضتان على سفينة أصيبت بلغم".

وتُصنّع هذه المجسّمات الظلية يدويًا باستخدام لافتات إعلانية معدنية تصعب إعادة تدويرها، يتم الاستحصال عليها من شركات.

وتُطلى المجسّمات باللون الأسود، ثم تُثبّت على قضبان لتركيبها على دعامة صُممت لتقاوم الرياح القوية على ساحل نورماندي.

وتولى المتطوعون، وهم مئات يتناوبون منذ أسابيع، صنع عربات ستُنقل بها المجسّمات الظلية. وعلى جوانبها، جمل مؤثرة من قصائد الجنود ورسائلهم.

وقال المسؤول عن تجميع هذه العربات كيري هاستينغز، وهو جندي سابق يبلغ 70 عامًا: "كان هؤلاء الأشخاص شجعانًا جدًا... لم يتبق الكثير من المحاربين القدامى... يجب أن يروا أن الناس يتذكرون جهودهم ومساهمتهم في تحرير أوروبا".

وستوضع على قاعدة المجسّمات أزهار  خشخاش من الصوف، إذ إن الخشخاش بات منذ الحرب العالمية الأولى رمزًا للجنود البريطانيين الذين يُقتلون في ساحات القتال.

وتولت "ويمن إنستيتيوت"، وهي أكبر منظمة نسائية في بريطانيا، خياطة أكثر من 22 ألف زهرة خشخاش، بعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في نورماندي تحت القيادة البريطانية بين 6 يونيو/ حزيران و31 أغسطس/ آب 1944.

وحُدد الخامس من الشهر المقبل موعدًا لنقل المجسّمات المعدنية لـ"العمالقة" من ميناء بورتسموث إلى نورماندي، على أن يُنجز التثبيت في منتصف الشهر ذاته.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close