اغتال الجيش الإسرائيلي 14 فلسطينيًا في عملية الاقتحام المتواصل لمخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة.
ومساء السبت، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بـ"وصول 13 شهيدًا إلى مستشفى طولكرم الحكومي من مخيم نور شمس، ما يرفع حصيلة الشهداء جراء العدوان على المدينة والمخيم، منذ مساء الخميس إلى 14 شهيدًا".
ووفقًا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، فقد تمكنت مركبات الإسعاف الليلة، الدخول إلى مخيم نور شمس وتحديدًا حارة العيادة، عقب انسحاب جزئي لآليات الاحتلال، لانتشال الشهداء.
وكان مراسل "العربي" من المخيم عميد شحادة، قد أفاد بأن قوات الاحتلال فجرت وقصفت أكثر من منزل في المكان ونفذت عمليات تفخيخ في المخيم.
ولفت مراسلنا إلى أن قوات الاحتلال تحاول تدمير المخيمات وطرد أهلها ضمن عمليات الاقتحام المتواصلة في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة.
وأشار إلى أن هناك إطلاقا كثيفا للرصاص من قناصة الجيش الذين ينتشرون على أسطح البنايات الرئيسية على مدخل المخيم، مؤكدًا أن الأوضاع الإنسانية "صعبة للغاية".
عمليات تفخيخ منازل وتفجيرها
وأوضح أن الاشتباكات قد توقفت وإن ما يحدث هو عمليات تفجير قوات الاحتلال لمنازل بعد تفخيخها. كما أن الجيش يمنع الطواقم الطبية والإسعافية من الدخول لنقل الشهداء والمصابين.
من جهتها، ذكرت وكالة "فرانس برس" أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار صباح السبت، وشوهد منزل ينفجر وطائرات مسيرة تحلق فوق المخيم. وفي لقطات لتلفزيون "فرانس برس" تظهر آليات عسكرية وجنودا يتجولون في أزقة المخيم.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط عدد من الشهداء والجرحى داخل المخيم، موضحة أن "الجيش يمنع الطواقم الطبية من مساعدة الجرحى". وأضاف المصدر ذاته أن مسعفًا أصيب بالرصاص.
وأكدت الوزارة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية، أنه تم تبليغ الطواقم الطبية بوجود عدد من الشهداء والجرحى داخل المخيم، وتمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليهم، حيث أصيب بالأمس مسعف متطوع حاول الوصول للجرحى برصاص الاحتلال الحي في الساق.
وذكر سكان اتصلت بهم "فرانس برس" أن الكهرباء قُطعت وبدأ الطعام ينفد، ولا يستطيع أحد الدخول أو الخروج من المخيم.
وقال رئيس هيئة مقاومة الاستعمار والجدار مؤيد شعبان لـ"فرانس برس"، إن "حصار معسكر نور شمس مستمر منذ أكثر من 42 ساعة". وأضاف أن "هذا التوغل غير مسبوق... وهناك قناصة على الأسطح وقوات خاصة منتشرة" في المخيم.
إضراب في طولكرم
وأمس الجمعة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية ووكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن من بين الضحايا الفتى قيس فتحي نصر الله (16 عامًا) "الذي استشهد متأثرًا بجروح في رأسه بنيران إسرائيلية في مخيم طولكرم".
من جهتها، ذكرت "وفا" أن سليم فيصل غانم (30 عامًا) استشهد الجمعة برصاص جنود إسرائيليين في مخيم نور شمس القريب.
وأعلن التجار الإضراب السبت في طولكرم، احتجاجًا على هذه المداهمة، حسب المصدر نفسه.
ويأتي اقتحام نور شمس على خلفية تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومنذ بداية الحرب، استشهد 479 فلسطينيًا على الأقل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنين في الضفة الغربية.