الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

تصاعد الاحتجاجات الطلابية في أميركا.. هل تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية؟

تصاعد الاحتجاجات الطلابية في أميركا.. هل تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية؟

شارك القصة

تتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية على عدوان غزة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية - الأناضول
تتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية على عدوان غزة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية - الأناضول
عُقدت مقارنة بين الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين والاحتجاجات ضدّ حرب فيتنام، والمفارقة أنّ الشرارتين انطلقتا من جامعة كولومبيا.

اجتاحت المخيمات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أنحاء الولايات المتحدة هذا الأسبوع. وترافقت مع صور دراماتيكية للاعتقالات وحملات القمع من نيويورك إلى تكساس إلى جنوب كاليفورنيا.

وأعادت إلى الذاكرة صورًا من التاريخ الأميركي، حيث عُقدت المقارنة بينها وبين احتجاجات عام 1968 ضدّ حرب فيتنام. والمفارقة أنّ شرارة الاحتجاجين انطلقت من جامعة كولومبيا.

ففي عام 1968، انفجرت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا وسط حركة وطنية ضد حرب فيتنام، ووقعت اشتباكات عنيفة عندما تحرّكت الشرطة ضد المتظاهرين في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو في ذلك الصيف. وفي نهاية المطاف، خسر الديمقراطيون الذين كانوا منقسمين بشدة حول الحرب، الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس ريتشارد نيكسون.

ورغم أنّ هناك العديد من الاختلافات بين ذلك الحين والآن، فإنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الاحتجاجات الطلابية التي تحدث الآن سوف تُشبه ما حدث عام 1968.

إلا أنّ صحيفة "نيويورك تايمز" أكدت أنّ تصاعد النشاط الاحتجاجي في الجامعات قبل نصف عام من الانتخابات الرئاسية، جعل عام 2024 المعقّد بالفعل بسبب الحروب في العالم والانقسام السياسي الداخلي العميق، أكثر تعقيدًا.

وطرحت الصحيفة تساؤلات حول تأثير الاحتجاجات على الديمقراطيين والجمهوريين، إضافة إلى مصير هذه الاحتجاجات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.

هل تُضرّ الاحتجاجات بالديمقراطيين؟

إن الطلاب الذين يتظاهرون في حرم الجامعات في جميع أنحاء البلاد هم تجسيد مادي للطريقة التي انقسمت بها القاعدة الديمقراطية بسبب الحرب في غزة. لقد لفتوا الانتباه مجددًا إلى خيبة الأمل التي يشعر بها العديد من الناخبين الشباب والتقدميين بشأن دعم إدارة بايدن لإسرائيل في الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

قالت كايا شاه (23 عامًا) وهي باحثة وخريجة حديثة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، تُشارك في الاحتجاجات، للصحيفة: "إن الكثير من شبابنا والكثير من مجتمعنا يرفضون الكثير من الوضع الراهن، لكنّ مطالب المتظاهرين لا تتعلّق بالسياسة. الطلاب يحثّون جامعة كاليفورنيا على سحب استثماراتها من الشركات التي تستفيد من الصراع في غزة".

وأضافت: "تركيزنا لا علاقة له بالانتخابات الرئاسية، بل بقضيتنا الشاملة المتمثلة في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

ورغم ذلك، يقول بعض المنظّمين التقدميين وحتى المتظاهرين أنفسهم، إنّ احتجاجات الحرم الجامعي هي "أيضًا علامة تحذير للرئيس بايدن الذي أدان هذا الأسبوع معاداة السامية التي ظهرت في بعض الاحتجاجات".

وفي هذا الإطار، قال شريف إبراهيم طالب الدراسات العليا في السينما بجامعة كولومبيا، وأحد المشاركين في الاحتجاجات للصحيفة: "الكثير من الناس لا يرون فرقًا حقيقيًا بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، وقد أدى ذلك إلى الكثير من خيبة الأمل. ترمب إنسان فظيع ومروّع وليس أفضل من بايدن. لكنني أعتقد أن الحزب الديمقراطي يُخيّب آمالنا باستمرار".

ويعتقد العديد من الديمقراطيين أنّه عندما يواجه الطلاب الاختيار بين بايدن وترمب، فإنّ الناخبين الشباب والمستائين من حرب غزة سيختارون بايدن.

غير أنّ النائبة باربرا لي من كاليفورنيا، قالت: إنّ أصوات الناخبين الشباب سوف تُسمع الآن وفي نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل"، في إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كيف يُحاول الجمهوريون استغلال الاحتجاجات لصالحهم؟

بعد اندلاع الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، انتقدت بعض الشخصيات الجمهورية الاحتجاجات ووصفوها بأنّها صورة للفوضى ومنبع لمعاداة السامية. هذا الأسبوع، زار رئيس مجلس النواب مايك جونسون والنائبة فيرجينيا فوكس من ولاية كارولينا الشمالية جامعة كولومبيا، حيث حرصت فوكس على استجواب قادة الجامعات بتهم "معاداة السامية"، بينما حثّ جونسون رئيسة الجامعة نعمت شفيق على الاستقالة.

ورغم أنّ شفيق تعرّضت لانتقادات شديدة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بسبب قرارها إرسال ضباط شرطة لفض مخيم الاحتجاج، إلا أنّ زيارة جونسون كانت أيضًا بمثابة تذكير بأنّ مناورات الجمهوريين بشأن هذه القضية يُمكن أن تأتي بنتائج عكسية، وكيف أنّ السياسة تعمل بالفعل على تشكيل ردود الفعل في الحرم الجامعي.

وأمس الجمعة، وبّخ مجلس جامعة كولومبيا رئيسة الجامعة، لكنّه لم يصل إلى حد التصويت على لومها، لأنّ أعضاءه يشعرون بالقلق من أنّ اللوم من شأنه أن يمنح الفوز للجمهوريين الذين انتقدوها.

وقالت كارول غاربر، أستاذة العلوم السلوكية وعضو مجلس الجامعة: "لا ينبغي أن نتعرض للتخويف من قبل شخص ما في الكونغرس".

ما الذي سيحدث لاحقًا؟

رأى النائب الديمقراطي جيرولد نادلر بعض أوجه الشبه بين المظاهرات، التي نشهدها اليوم وتلك التي اندلعت عام 1968 احتجاجًا على حرب فيتنام.

قال نادلر الطالب السابق في جامعة كاليفورنيا آنذاك: "أعتقد أن الاحتجاجات في كلتا المرحلتين متشابهتان تمامًا من حيث الضخامة، لكنّهما مختلفتان بشكل كبير على المستوى السياسي".

عام 1968، نمت المظاهرات المناهضة للحرب والتي كانت مدفوعة جزئيًا بمعارضة التجنيد، بشكل أكبر بكثير من الاحتجاجات الحالية، وأصبحت جزءًا لا مفر منه من الحياة الأميركية. وبلغت ذروتها في الاحتجاجات الهائلة في المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو.

وبينما يستعدّ الديمقراطيون لعقد المؤتمر في المدينة نفسها، أبدى نادلر خشيته من اتساع الاحتجاجات إذا استمرت الحرب على غزة.

ورغم أنّ الاحتجاجات أمر شائع في المؤتمرات، إلا أنّ المسؤولين الديمقراطيين في المؤتمر يؤكدون أنّهم يعملون على "الحفاظ على أمن المدينة مع احترام حقوق الاحتجاج السلمي".

وفي هذا الإطار، قال مات هيل، المتحدث باسم المؤتمر الوطني الديمقراطي للصحيفة: "إنّ حرية التعبير أمر أساسي للديمقراطية الأميركية، وقد كان جزءًا لا يتجزأ من الاتفاقيات والأحداث السياسية لعقود من الزمن".

ولم يتّضح بعد إلى متى ستستمر مخيمات الاحتجاج مع اقتراب نهاية العام الدراسي، على الرغم من أن بعض المتظاهرين يقولون إنّهم يخططون للبقاء لفترة طويلة.

وقد يأتي الاختبار التالي لبايدن والجامعات الشهر المقبل، عندما يلقي سلسلة من خطابات التخرّج.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close