الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

وسط التهديدات والانقسامات في إسرائيل.. هل تبصر هدنة غزة النور؟

وسط التهديدات والانقسامات في إسرائيل.. هل تبصر هدنة غزة النور؟

شارك القصة

بلينكن يقول إن الولايات المتحدة تريد اتفاق هدنة "الآن"
بلينكن يقول إن الولايات المتحدة تريد اتفاق هدنة "الآن" - غيتي
تشير المعطيات والتسريبات إلى تمسك حماس بالوقف النهائي للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وعودة النازحين دون شروط.

بعد الحديث عن قرب اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يبدو المشهد في عنق الزجاجة، مع ترقب لما تحمله الساعات القادمة من ردود بشأن مقترح الهدنة.

وتشير المعطيات والتسريبات إلى تمسك حماس بالوقف النهائي للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وعودة النازحين دون شروط، فضلًا عن تبادل متوازن للأسرى.

ومع ضمان عدم احتمال تضمين الاتفاق عبارات مطاطية أو حمالة أوجه، مثل الفرق بين انسحاب كامل أو الانسحاب من كامل القطاع، وعودة نازحين وعودة النازحين جميعًا.

وعلى الجانب الإسرائيلي هناك ثلاثة تيارات، الأول يرفض إبرام الاتفاق ويطالب بمواصلة الحرب، والثاني يدفع باتجاه إتمام الاتفاق لاستعادة الأسرى دون وقف الحرب نهائيًا، فيما يطالب التيار الثالث الذي تمثله المعارضة بإبرام الصفقة حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

فالانقسام الإسرائيلي زادت من حدته تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي توعد فيها بشن العملية العسكرية في رفح سواء تم التوصل إلى اتفاق جديد مع حماس أم لا، وسط معطيات ببدء جيش الاحتلال العمل على إنشاء ما توصف بمنطقة آمنة جديدة بين وادي غزة والنصيرات لترحيل النازحين من رفح إليها.

وفي خضم ذلك ما انفكت واشنطن تُلقي الكرة في ملعب حماس، وقد حملتها مسبقًا مسؤولية فشل التوصل إلى اتفاق ضمن المفاوضات الحالية

إذ قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تريد اتفاق هدنة "الآن" وفق وصفه، فيما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر سياسية تأكيدها رغبة الرئيس جو بايدن الحثيثة في التوصل إلى اتفاق، بل والمشاركة شخصيًا في جهود مكثفة بذلت مؤخرًا في هذا السياق، وذلك لاعتقاده بأن إبرام الصفقة من شأنه إخماد بؤر التوتر الأخرى في المنطقة مثل هجمات الحوثيين، والاحتمالات المتزايدة لاندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل.

هل تشهد غزة وقفًا لإطلاق النار خلال الساعات القادمة؟

وبشأن محددات حماس من هذه الفترة من التفاوض وردها على المقترح الحالي، أعرب الباحث السياسي إياد جودة عن اعتقاده أن الرد الفلسطيني سيكون إيجابيًا، وأن هناك العديد من المحددات والمعطيات التي تقود إلى إبرام هذه الصفقة، مشيرًا إلى توقيع اتفاق خلال الـ48 ساعة القادمة على وقف إطلاق جزئي للنار.

وفي حديث لـ"العربي" من رفح، أوضح جودة أن الصيغ الحالية للتفاوض التي قدمت من المصريين هي ربما الأكثر نضجًا من المبادرات التي قدمت في السابق، والأكثر قبولًا حتى لو أنها غير مرضية عنها بنسبة مئة في المئة، إلا أنها هي الأفضل الذي من الممكن أن يقبل به الجانب الفلسطيني، والذي قد يعطي ضمانات مهمة باتجاه انسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي التي أعادت التمركز فيها في قطاع غزة.

وتابع أن الحديث عن وقف إطلاق النار ممكن أن يحصل في نهاية المطاف في ظل الحديث عن تهدئة، أو فترة طويل لوقف إطلاق النار في غزة.

وأردف جودة أن إدارة ملف المفاوضات من قبل الفصائل عنوانه الأساسي الحصول على ما هو أفضل، فيما تبحث الأطراف عما ليس ما يحسن صورتها فقط، إنما تبحث عن مصلحتها ومصلحة من ينتظر نتائج هذه المفاوضات.

وفيما جدد تأكيده على أن ما قدمه الجانب المصري من مقترحات هو الأفضل حتى هذه اللحظة، شدد جودة على وجوب أن تلتزم بها إسرائيل، وأن يتم الضغط عليها من أجل تنفيذها والقبول بها بعد السماع إلى الرد الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الكرة تبقى في الملعب الإسرائيلي وليس في الملعب الفلسطيني، لأنها هي المسؤولة عن كل هذا الدمار الذي يجري، وهي المسؤولة عن التهرب والتنصل من الاتفاقيات كما حدث في السابق.

ما هي سيناريوهات الرد الإسرائيلي؟

من جهته، أشار الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إلى أن إسرائيل أعلنت أنها رافضة للشروط التي وضعتها حماس، مضيفًا أنها تريد صفقة تبادل بدون وقف الحرب، لذلك هي راغبة بأن ترفض حماس الصفقة الجديدة.

وفي حديث لـ"العربي" من عكا، أضاف شلحت أنه هناك تهديدًا فوق رأس نتنياهو بأنه في حال التوصل إلى صفقة تؤدي إلى إنهاء الحرب وكبح اجتياح رفح، فإن حكومته لن يكون لها حق في الوجود، مشيرًا إلى أن هذا التهديد صدر من حليفيه وزيرا المالية بتسلئيل سموترتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، وانضمت إليهما وزيرة شؤون الاستيطان.

تشن إسرائيل عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى
تشن إسرائيل عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى - غيتي

وتحدث شلحت عن أن هناك حديثًا عن سيناريوهات أخرى، والسيناريو الأول هي أن ترفض حماس الصفقة وأن تحاول إسرائيل اجتياح رفح، بالرغم من الموقف الأميركي.

والسيناريو الثاني، حسب شلحت أن تقبل حماس ونتنياهو بالصفقة، فيما يقوم بن غفير وسموترتش بتنفيذ تهديداتهما، عندها ستسقط حكومة بنيامين نتنياهو، فيما السيناريو ثالث يتمثل في أن تقبل حماس ونتنياهو، وأن يكتفي بن غفير وسموترتش بالمعارضة فقط، بمعنى أن لا تسقط الحكومة، مقابل وعود بأن لا تؤدي الصفقة إلى إنهاء الحرب، ومنع اجتياح رفح.

ورجح أن يكون هناك سيناريو رابع هو أن تقبل حماس بالصفقة ويعلن نتنياهو رفضه لها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى استقالة المعسكر الرسمي بزعامة الوزير بيني غانتس، فيما تحافظ الحكومة على تماسكها وعلى ائتلافها الحكومي.

وتابع شحلت أنه في حال قبول حماس للصفقة فهذا سيكون مقابل وقف إطلاق نار أو ما يسمى بهدنة طويلة الأمد، لافتًا إلى أن الجانب الفلسطيني يعول على أن تؤدي هذه الهدنة إلى وقف الحرب.

ورأى شلحت أن ما يمكن التفاوض عليه هو أن يتم التوصل إلى هدنة طويلة، لأن الإسرائيلي رافض بشكل مطلق أن يتعهد بإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو أكثر شيء يمكن أن يبدي فيه الجانب الإسرائيلي مرونة وهو متمسك بهذه القضية لأن هناك نزعات شخصية.

وتابع أن نتنياهو معني بإطالة أمد الحرب حتى لو كان هناك اعتراض أميركي أو إسرائيلي داخلي على ذلك، وحكومته ممكن أن تحافظ على تماسكها إذا ما تمسك فعلًا بإطالة أمد الحرب.

وفيما أشار إلى نجاح نتنياهو في شراء الوقت، أوضح شلحت أن ذلك سببه يكمن في أن المجتمع الإسرائيلي ما زال مجمعًا على الحرب ومؤيد لها، لكنه مختلف على الأسلوب، لذلك فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحافظ على استقراره، كما تحالفاته في الحكومة الأصلية التي تعتمد على أصوات 64 عضو كنيست لم يوجد فيها حتى الآن أي خلاف جاد حول الأهداف التي وضعها نتنياهو والحكومة لهذه الحرب.

الموقف الأميركي من تصريحات نتنياهو

من جهته، لفت مدير مركز دراسات الخليج في واشنطن جورجيو كافييرو، إلى أن يدي إدارة بايدن في هذه اللحظة مكبلتان، فهي قالت إن أي اجتياح لرفح سوف يجتاز الخط الأحمر، لكن يبدو وبوضوح أن إسرائيل تخطط لاجتياح رفح وإدارة بايدن لن تعاقبها ولن تواجه إسرائيل أي تداعيات.

وفي حديث لـ"العربي" من واشنطن، أضاف كافييرو أن بلينكن يحاول أن يدفع بخطاب مفاده أن كل شيء يجري الآن هو مرده حماس وخطؤها ويلقي باللائمة عليها، ويقول إن أي شيء سوف يحصل في المستقبل سيكون مرتبطًا بقرارها وأفعالها.

وأعرب عن اعتقاده أن واشنطن ستستمر في تزويد إسرائيل بالدعم الثابت فيما لو استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة، مستبعدًا أي ظروف يمكن أن تحول دون تزويد الولايات المتحدة بالسلاح لإسرائيل.

واستبعد جورجيو كافييرو أيضًا أن تمارس الإدارة الأميركية ضغوطات على إسرائيل لكي تضع حدًا للحرب التي تشنها على قطاع غزة.

وتابع أن بايدن يريد أن يبقي على دعم اللوبي الصهيوني، وهذه أولوية بالنسبة له، أما بالنسبة لاسترضاء المحتجين وحركة التضامن مع الفلسطينيين، فهي ليست من أولوياته.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close