ندّد المستشار الألماني أولاف شولتس بالهجمات التي استهدفت سياسيين في ألمانيا مؤخرًا، من بينها هجوم أدى إلى نقل العضو في البرلمان الأوروبي ماتياس إيكه إلى المستشفى بعد إصابته بجروح خطيرة.
ووصف شولتس الهجمات بأنّها "تهديد" للديموقراطية بعد اشتباه المُحقّقين بوجود دوافع سياسية وراء الاعتداء على إيكه.
وقالت الشرطة الألمانية: إنّ أربعة مهاجمين مجهولين اعتدوا بالضرب على إيكه، عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي، بينما كان يُعلّق ملصقات انتخابية في مدينة دريسدن شرق البلاد مساء الجمعة.
ورجّحت الشرطة الألمانية أنّ المجموعة نفسها هاجمت قبل فترة قصيرة مناصرًا لحزب الخضر يبلغ من العمر 28 عامًا، أثناء وضعه ملصقات أيضًا، لكنّه لم يُصب بجروح خطيرة.
وأكد شولتس خلال مؤتمر للأحزاب الاشتراكية الأوروبية في برلين، أنّ أفعالًا من هذا النوع "تُشكّل تهديدًا للديموقراطية"، مضيفًا: "يجب ألا نستسلم أبدًا لأعمال العنف هذه. يجب أن نعارضها معًا".
تنديد أوروبي
من جهته، ندّد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالواقعة، وكتب على منصة "إكس": "نشهد حلقات غير مقبولة من المضايقات ضد ممثلين سياسيين ومن التطرّف اليميني المتزايد الذي يذكّرنا بالأوقات المظلمة في الماضي".
وأضاف: "لا يُمكن التسامح معها أو الاستهانة بها. يجب علينا جميعًا الدفاع عن الديموقراطية".
كما ندّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بالهجوم على إيكه، ودعتا إلى محاسبة الجناة.
هجمات متزايدة
والهجوم على إيكه المرشح الرئيسي للحزب الاشتراكي الديموقراطي في منطقة ساكسونيا للانتخابات الأوروبية في حزيران/ يونيو، ليس الأول الذي يستهدف سياسيين في ألمانيا في الأشهر الأخيرة.
وأفادت بيانات حكومية نُشرت في يناير/ كانون الثاني الماضي بأنّ عدد الهجمات على السياسيين من الأحزاب الممثّلة في البرلمان ارتفع إلى ضعفيه منذ عام 2019.
وسلّط الحزب الاشتراكي الديموقراطي الضوء على دور حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرّف وغيره من المتطرّفين اليمينيين في التوترات المتزايدة.
وقال هانينغ هومان وكاثرين ميشيل الزعيمان الإقليميان للحزب الاشتراكي الديموقراطي: إن أنصار هذا الحزب "لا رادع أمامهم، ويروننا نحن الديموقراطيين بكل وضوح على أننا لعبة".
بدوره، أشار أرمين شوستر وزير الداخلية في ولاية ساكسونيا إلى تسجيل 112 حادث عنف سياسي مُرتبط بالانتخابات في الولاية منذ بداية العام الحالي.
والخميس، تعرّض نائبان من "حزب الخضر" لهجوم في مدينة إيسن غرب ألمانيا.
والسبت الماضي، حاصر عشرات المتظاهرين نائبة رئيسة مجلس النواب الاتحادي الألماني كاترين غورينغ-إيكاردت، وهي نائبة عن حزب الخضر، بينما كانت في سيارتها في شرق ألمانيا. واضطرت الشرطة لفتح طريق أمامها لتسهيل خروجها من المكان.