أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مناورات نووية "في المستقبل القريب" تشارك فيها خصوصًا قوات منتشرة قرب أوكرانيا، وذلك ردًا على "تهديدات" قادة غربيين لموسكو، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الإثنين.
وفي بيان على تلغرام أكّدت الوزارة أنه "خلال المناورات، سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للاستعداد ولاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية".
"الإبقاء على جاهزية الجيش"
وأوضحت أن الإجراء يأتي بناء على "أوامر من القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية"، أي بوتين، مؤكدة أن التمرين يهدف إلى "الإبقاء على جاهزية" الجيش في أعقاب "تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا".
وستشمل المناورات القوات الجوية والبحرية وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها قرب الحدود مع أوكرانيا، ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو وأعلنت ضمّها في أعقاب الهجوم. ولم تحدد وزارة الدفاع الروسية موعد هذه المناورات أو مكانها.
الردّ على تصريحات غربية
من جهته، أكّد الكرملين الإثنين أن المناورات النووية التي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجرائها هي ردّ على تصريحات غربية، منها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن احتمال إرسال "جنود من الناتو" إلى أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "إن هؤلاء القادة الغربيين تحدثوا عن الاستعداد وحتى النية لإرسال كتائب مسلحة إلى أوكرانيا، أي وضع جنود من حلف شمال الأطلسي في مواجهة الجيش الروسي".
وكان ماكرون كرّر مؤخرًا موقفه بعدم استبعاد إرسال قوات غربية الى أوكرانيا بحال اخترقت روسيا "خطوط الجبهة".
مناورات تحاكي "ضربة نووية ضخمة"
وكانت روسيا أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أن بوتين أشرف على إطلاق صواريخ بالستية خلال مناورات عسكرية تحاكي "ضربة نووية ضخمة" انتقامية من قبل موسكو.
وأتى الكشف عن إجراء تلك المناورات في اليوم ذاته من مصادقة مجلس الاتحاد، وهو الغرفة العليا للبرلمان الروسي، على قرار الانسحاب من معاهدة منع التجارب النووية.
كما أن بوتين قد ألمح مرارًا منذ بدء الهجوم على أوكرانيا إلى احتمال اللجوء إلى السلاح النووي. ونشرت موسكو خلال صيف 2023، أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام السلاح النووي استخدامًا "دفاعيًا حصرًا" في حال تعرض البلاد لهجمات بأسلحة دمار شامل أو في حال الاعتداء عليها باستخدام أسلحة تقليدية "تهدّد وجود الدولة".