الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تحذيرات دولية من اجتياح رفح.. حماس: أيّ عملية عسكرية لن تكون نزهة

تحذيرات دولية من اجتياح رفح.. حماس: أيّ عملية عسكرية لن تكون نزهة

شارك القصة

المكتب الإعلامي الحكومي يؤكد أن التجاوب محدود مع طلبات الإخلاء - غيتي
المكتب الإعلامي الحكومي يؤكد أن التجاوب محدود مع طلبات الإخلاء - غيتي
اعتبر المكتب الإعلامي أن إعلان جيش الاحتلال إخلاء رفح يؤكد صوابية الموقف الفلسطيني المفاوض وإصراره على ضرورة ضمان وقف العدوان.

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، إن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة لن تكون "نزهة" للجيش الإسرائيلي، وذلك في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن اجتياح محتمل للمدينة.

وشددت الحركة في بيان على أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، "على أتَمِّ الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه".

ودعت "المجتمع الدولي، للتحرُّك العاجل لوقف هذه الجريمة، التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ".

ووفقًا للبيان، فقد دعت حماس "المنظمات والهيئات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة الأونروا، إلى البقاء في أماكنها في مدينة رفح وعدم مغادرتها، أو الرضوخ لإرادة الاحتلال الفاشي، واستمرار القيام بدورها في تقديم العون للنازحين المدنيين العزل، الذين يتعرّضون لأبشع الجرائم بفعل آلة القتل الصهيونية، المدعومة بلا حدود من الإدارة الأميركية الشريكة في حرب الإبادة".

"تمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية"

من جهته، حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من أن سلطات الاحتلال بدأت فعليًا التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح، محملًا الإدارة الأميركية مسؤولية هذه السياسات الإسرائيلية الخطرة.

وقال أبو ردينة، إن "الإدارة الأميركية توفر الدعم المالي والعسكري للاحتلال وتشجع نتنياهو وقادته على الاستمرار في مجازرهم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، كما يحدث في محافظة طولكرم ومخيماتها".

وأضاف، أن اجتياح رفح يعني أن مليونًا ونصف مليون مواطن فلسطيني سيذبحون ويبادون، لهذا نطالب الإدارة الأميركية بالتحرك فورًا ومنعِ الإبادة الجماعية والتهجير.

وأكد أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها لن يتم دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

استمرار لنهج الاحتلال

وتعليقًا على إعلان جيش الاحتلال عن إخلاء مناطق في رفح، أكّد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف أن "النية المسبقة لشن عدوان على مدينة رفح، يتوافق مع التصريحات المعلنة من رئيس حكومة الاحتلال المجرم نتنياهو، وهو ما يدلّل أن الاحتلال ذهب إلى مفاوضات التهدئة مخادعًا دون التخلي عن فكرة العدوان الواسع على رفح". 

وأشار إلى أن "عدوان  الاحتلال لم يتوقف لحظة في كل مناطق قطاع غزة، وحتى رفح لم تسلم طوال الفترة الماضية من عمليات القصف والتدمير"، معتبرًا أن "إعلان اليوم يأتي استمرارًا لنهج الجرائم والإبادة الصهيونية ضد شعبنا، ويهدد حياة مليون ونصف فلسطيني يتواجدون برفح، رغم كل التحذيرات الدولية والإنسانية لمخاطر أي عدوان بري على رفح". 

تجاوب محدود مع أوامر الإخلاء

ولفت معروف إلى أن المكتب الإعلامي "رصد تجاوبًا محدودًا من المواطنين مع أوامر الإخلاء"، موضحًا أن "المؤسسات الحيوية شرق رفح تعمل كالمعتاد، وفي مقدمتها معبر رفح البري ومستشفى أبو يوسف النجار، وهو ما يعكس إصرار شعبنا على إفشال مخطط الاحتلال وإيصال رسالة واضحة له بأنه لن يحقق من إجرامه في رفح إلا ما جناه في المدن الأخرى".

ورأى المكتب الإعلامي أن إعلان جيش الاحتلال "يؤكد صوابية الموقف الفلسطيني المفاوض وإصراره على ضرورة ضمان وقف العدوان كمتطلب أساس لإتمام صفقة تبادل الأسرى". 

كما رفض المكتب الإعلامي مزاعم الاحتلال بربط هذا الإعلان بعملية المقاومة في موقع كرم أبو سالم العسكري، مشيرًا إلى أن "العدوان على مدينة رفح مستمر منذ اليوم الأول لجريمة الإبادة، حيث ارتقى برفح نحو 2000 شهيد حتى اللحظة". 

وأكّد أن "هذا الإعلان هو اختبار حقيقي لجديّة المواقف الدولية المحذرة والرافضة لأي عدوان بري على مدينة رفح، ويضع مصداقية كل الجهات التي أعلنت مواقف رافضة للعدوان على رفح وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على المحك". 

ردود فعل منددة بعملية رفح

وتوالت ردود الفعل المنددة بعملية رفح، حيث قال رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج سامي أبو زهري إن "هذا تطور خطير وستكون له تداعياته، والإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب".

كما حذرّت وكالة "الأونروا" من العواقب المدمرة التي سيسفر عنها الهجوم الإسرائيلي على رفح، قائلة إنّها لم تقرّر إخلاء المحافظة، وأعلنت أنها ستواصل العمل هناك لأطول فترة ممكنة، حيث ستواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة.

من جهتها، جدّدت فرنسا اليوم الإثنين معارضتها القوية للهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "إن فرنسا تؤكد مجددًا أيضًا أن أي تهجير قسري للمدنيين يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي". 

من جانبها، اعتبرت مؤسسة "أكشن إيد" الخيرية أن "إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الإخلاء دون وجهة آمنة ليس أمرًا غير قانوني فحسب، بل سيؤدي إلى عواقب كارثية".

وقالت: "يبلغ عمال الإغاثة لدينا عن بعض أقسى الظروف في الذاكرة الحديثة مع انتشار المرض والمجاعة والفوضى. ولنكن واضحين، لا توجد مناطق آمنة في غزة". 

ودعت المجتمع الدولي للتحرك بسرعة لمنع وقوع المزيد من الفظائع ومحاسبة نفسه، وكذلك الحكومة الإسرائيلية وتساءلت: "إذا كان اجتياح رفح هو الخط الأحمر بالنسبة لكم، فهل ستبذلون كل ما في وسعكم لوقف هذا الهجوم الوشيك؟".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- وكالات
تغطية خاصة
Close