في الوقت الذي تصرّ فيه إسرائيل على تنفيذ عملية اجتياح بري واسعة النطاق في مدينة رفح، أكدت الولايات المتحدة اليوم الخميس موقفها الرافض لعملية كبرى في المدينة الفلسطينية التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون نسمة.
فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي جون كيربي، إنّ قيام إسرائيل بعملية كبرى في رفح "لن يحقق هدف" واشنطن وتل أبيب في إلحاق الهزيمة بحركة حماس في غزة.
وأضاف كيربي، الذي علق أيضًا على مسألة وقف إمدادات السلاح إلى إسرائيل، أنّ "اجتياح رفح.. لن يحقق هذا الهدف" في القضاء على حماس، معتبرًا أنّ هناك سبلًا أفضل من الهجوم البري الكبير لمطاردة الحركة الفلسطينية.
رسالة إلى "الأعداء والأصدقاء"
وجاءت تصريحات كيربي في وقت تشتد فيه الانتقادات الإسرائيلية بعد تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل في حال نفذت عملية واسعة في مدينة رفح.
وفي هذا السياق، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في ما وصفه بـ"حديث إلى الأعداء والأصدقاء": إنّ إسرائيل ستفعل ما يلزم لتحقيق أهدافها العسكرية في قطاع غزة وفي الشمال، وذلك في ردّ واضح على ضغوط أميركية تهدف إلى إيقاف العملية في مدينة رفح.
وبحسب ما جاء في نص خطاب نشره مكتبه، قال غالانت: "أتحدث إلى أعداء إسرائيل وكذلك إلى أصدقائنا المقربين. لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل... سنتمسك بموقفنا، سنحقق أهدافنا، سنضرب حماس، سنضرب حزب الله، وسنحقق الأمن".
وأظهرت تعليقات وزير الأمن الإسرائيلي، وهو واحد من أكثر أعضاء حكومة الحرب إدراكًا لمخاطر استعداء الولايات المتحدة، حجم الخلاف بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية.
"إنهاء اتفاق الأسرى"
وأعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تعليق كتبه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" نشر تعليقات من خطابه عشية ذكرى "المحرقة".
وكتب نتنياهو: "أقول لزعماء العالم إن أي ضغط مهما بلغت شدته وأي قرار من أي مؤسسة دولية لن يردع إسرائيل عن الدفاع عن نفسها. وإذا اضطرت إسرائيل إلى الوقوف وحيدة فستفعل ذلك".
ونقلت "سكاي نيوز" البريطانية عن مصدر مقرب من نتنياهو قوله: إن تهديد بايدن "ينهي عمليًا محاولة التوصل إلى اتفاق الأسرى في هذه المرحلة".
وتحدى نتنياهو ضغوطًا دولية متزايدة للموافقة على وقف لإطلاق النار، لكنه لم يأمر القوات الإسرائيلية حتى الآن بدخول مدينة رفح التي تقول إسرائيل إن أربع كتائب من الجناح المسلح لحماس تتمركز بها.
"تهديدات شريرة"
وسيطرت دبابات إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر في وقت سابق من الأسبوع الجاري فيما تمشط حاليًا ضواحي المدينة القريبة.
كما تتبادل قوات إسرائيلية في الشمال إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية مع حزب الله منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول.
وأضاف غالانت في حديثه خلال المراسم: "ليس لدينا خيار، ليس لدينا دولة أخرى. سنفعل كل ما يلزم، وأكرر، كل ما يلزم، من أجل الدفاع عن مواطني إسرائيل، ومحو التهديدات الشريرة ضدنا، والوقوف في وجه من يحاولون تدميرنا"، وفق قوله.