في خطوة مفاجئة أمس الأحد، اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خبيرًا اقتصاديًا مدنيًا هو أندريه بيلوسوف ليتولى منصب وزير الدفاع في بلاده خلفًا لسيرغي شويغو.
ووفق "رويترز" يأتي هذا التغيير في محاولة لتهيئة روسيا لحرب اقتصادية، من خلال محاولة الاستفادة بشكل أفضل من ميزانية الدفاع وتسخير المزيد من الابتكار لتحقيق الفوز في أوكرانيا.
من هو أندريه بيلوسوف؟
في التفاصيل، وبعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب في أوكرانيا، رشح بوتين الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الوزراء السابق والمتخصص في الاقتصاد أندريه بيلوسوف البالغ من العمر 65 عامًا لمنصب وزير الدفاع، خلفًا لحليفه القديم سيرغي شويغو البالغ 68 عامًا.
ووزير الدفاع الروسي من مواليد 1959 وتخرج من كلية الاقتصاد بجامعة موسكو عام 1981.
وعمل بيلوسوف موظفًا في معهد الاقتصاد والتنبؤ بالتقدم العلمي والتكنولوجي بين 1986 و2006. كما عمل مستشارًا لرئيس الوزراء بين 2000 و2008، ثم نائبًا لوزير التنمية الاقتصادية والتجارة.
كذلك، تولى بيلوسوف منصب مدير الدائرة الحكومية للاقتصاد والمالية بين 2008 و2013، ثم أسندت إليه وزارة التنمية الاقتصادية قبل أن يعيَّن نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء ثم وزيرًا للدفاع اليوم.
ويشارك بيلوسوف المعروف بقربه الشديد من بوتين الرئيس الروسي في رؤيته لإعادة بناء دولة قوية، وعمل أيضًا مع كبار الخبراء والمتخصصين في عهد بوتين الذين يريدون قدرًا أكبر من الابتكار ومنفتحين على الأفكار الجديدة.
كما يلعب الوزير الجديد دورًا هامًا في الإشراف على برنامج الطائرات المسيّرة في روسيا.
حفظ ماء الوجه لشويغو
من جهة ثانية، أوضح الكرملين أن بوتين يرغب في أن يصبح شويغو أمينًا لمجلس الأمن الروسي ليحل محل نيكولاي باتروشيف، وأن يتولى أيضًا مسؤوليات مجمع الصناعات العسكرية.
وتعد التعديلات، التي من المؤكد أن يوافق عليها المشرعون، أهم التغييرات التي أجراها بوتين للقيادة العسكرية منذ إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 في بداية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
ويمنح هذا التغيير شويغو منصبًا يعد نظريًا أعلى من دوره في وزارة الدفاع، مما يضمن استمراره وحفظ ماء وجهه.
وقال الكرملين إن فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة والشخص الذي يتولى دورًا عمليًا أكبر فيما يتعلق بتوجيه الحرب، سيبقى في منصبه، وكذلك وزير الخارجية المخضرم سيرغي لافروف.
"تغيير منطقي"
من جهته، أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن التغيير في وزارة الدفاع منطقي لأن روسيا تقترب إلى مشابه لما كان عليه الاتحاد السوفيتي في منتصف الثمانينيات، عندما كانت السلطات العسكرية وسلطات إنفاذ القانون تحصل على 7.4% من الإنفاق الحكومي.
وأضاف بيسكوف أن ذلك يعني ضرورة ضمان توافق هذا الإنفاق مع المصالح العامة للبلاد، ولهذا السبب يريد بوتين الآن تعيين مدني ذي خلفية اقتصادية وزيرًا للدفاع.
وأردف المتحدث باسم الكرملين: "الشخص الأكثر انفتاحًا على الابتكارات هو الذي سينتصر في ساحة المعركة".
ومن المرجح أيضًا أن يُنظر إلى هذا التغيير باعتباره محاولة من بوتين لإخضاع الإنفاق الدفاعي لمزيد من التدقيق لضمان إنفاق الأموال بشكل فعال، وذلك بعد أن اتهم ممثلو الادعاء العام حليف شويغو ونائب وزير الدفاع بتلقي رشوة.
