إشادة بـ"شراكة إستراتيجية".. بوتين في بكين وسط حفاوة بالغة
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين، اليوم الخميس، في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها نظيره شي جينبينغ.
وقال الرئيس الروسي للرئيس الصيني خلال اجتماع بينهما في بكين: إن التعاون الروسي الصيني ليس موجهًا ضد أي قوة أخرى وإنه عامل استقرار للعالم.
ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن بوتين قوله: "من الأهمية بمكان أن العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية وليست موجهة ضد أي أحد. وتعاوننا في الشؤون العالمية اليوم هو أحد عوامل الاستقرار الرئيسية على الساحة الدولية".
بالمقابل، نقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله لبوتين: إن الوصول بالعلاقات الصينية الروسية لما هي عليه اليوم لم يكن أمرًا سهلًا ومن ثم فإنه يتعين على الجانبين الحرص عليها. ونقل التلفزيون الرسمي عن شي قوله: إن الصين ستظل دومًا صديقة لروسيا تجمعهما الثقة المتبادلة.
بوتين في الصين
وأظهرت صور بثها التلفزيون الروسي استقبال مسؤولين صينيين وحرس الشرف لبوتين، لدى نزوله من طائرته في بكين نحو الساعة الرابعة والنصف فجًرا بالتوقيت المحلي، فيما بثت شبكة التلفزيون الصيني المركزي "سي سي تي في" مشاهد للرئيس الصيني وهو يستقبل بوتين بحفاوة خارج قاعة الشعب الكبرى بوسط بكين.
ويشكل العملاق الآسيوي شريان حياة اقتصادي شديد الأهمية لروسيا، التي تعاني من عقوبات غربية فرضت على خلفية هجومها العسكري في أوكرانيا.
وبعد عودته مؤخرًا من جولة في فرنسا وصربيا والمجر، دافع شي جينبينغ عن الحق في إقامة علاقات اقتصادية طبيعية مع روسيا المجاورة. وتستفيد بكين خصوصًا من واردات الطاقة الروسية الرخيصة.
وأعلنت الصين وروسيا شراكة "بلا حدود" في فبراير/ شباط 2022، عندما زار بوتين بكين قبل أيام فقط من إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، مما أدى لاندلاع أعنف حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وباختياره للصين لتكون أول وجهة خارجية له بعد أدائه اليمين لفترة رئاسية جديدة من ست سنوات ستبقيه في السلطة حتى عام 2030 على الأقل، يرسل بوتين رسالة للعالم يؤكد فيها أولوياته وعمق علاقته الشخصية مع الرئيس الصيني، لاسيما أنها الزيارة الثانية له خلال ما يزيد عن 6 أشهر.
"شراكة إستراتيجية" بين روسيا والصين
وأشاد بوتين في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بشي لدوره في بناء "شراكة إستراتيجية" مع روسيا قائمة على رعاية المصالح الوطنية والثقة المتبادلة العميقة. وقال بوتين "إن المستوى العالي غير المسبوق للشراكة الإستراتيجية بين بلدينا هو الذي أوقع اختياري على الصين كأول دولة أزورها بعد تولي منصبي رسميًا كرئيس لروسيا الاتحادية".
وأضاف بوتين: "سنسعى لوضع الأساس لتعاون أوثق في مجال الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والفضاء والطاقة النووية السلمية، والذكاء الاصطناعي، ومصادر الطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات المتطورة".
وسيشارك بوتين (71 عامًا) وشي (70 عامًا) في أمسية احتفالية بمناسبة مرور 75 عامًا على اعتراف الاتحاد السوفيتي بجمهورية الصين الشعبية التي أعلنها ماو تسي تونغ عام 1949.