يزور مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان اليوم السبت، السعودية لإجراء محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما سيزور إسرائيل غدًا الأحد للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين: إن سوليفان سيشدد في محادثاته مع الإسرائيليين على ضرورة ملاحقة مسلحي حركة حماس في غزة بدقة، وليس بهجوم واسع النطاق في جنوب القطاع، وفق قوله.
سوليفان سيناقش الحرب على غزة
وأوضح كيربي أن سوليفان سيبحث مع السعوديين "القضايا الثنائية والإقليمية، ومنها الحرب في غزة بالطبع، وكذلك الجهود المستمرة لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة".
وتنقل وكالة "رويترز" عن مصادر قولها: إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والسعودية تضعان حاليًا اللمسات النهائية على اتفاق يتعلق بالحصول على ضمانات أمنية أميركية ومساعدة السعودية في تطوير برنامج نووي مدني، وذلك على الرغم من أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة في إطار "صفقة كبرى" في الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال.
وقال كيربي إن المحادثات التي سيجريها سوليفان مع نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين "ستشمل رفح"، حيث تهدد إسرائيل بشن هجوم واسع النطاق رغم معارضة الولايات المتحدة.
وأضاف أن سوليفان سيناقش الجهود التي توقفت في الآونة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح المرضى والمسنين والجرحى من الأسرى الإسرائيليين.
اتفاقية ثلاثية محتملة
ويشير الباحث في الشؤون الأميركية، محمد سطوحي، إلى أن سوليفان سيركز في زيارته إلى المنطقة على إمكانية الوصول إلى اتفاقية ثلاثية تشمل الولايات المتحدة، والسعودية، وإسرائيل. وتتضمن الاتفاقية جزءًا ثنائيًا بين واشنطن والرياض يتعلق بالجانب الدفاعي الأمني المشترك، ولا سيما صفقات الأسلحة والبرنامج النووي، وجزءًا آخر يتعلق بالعلاقة بين الرياض وتل أبيب وإمكانية التطبيع بين الدولتين.
ويلفت في حديثه إلى "العربي" من نيويورك إلى أن التطبيع يرتبط بموافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية. ويوضح سطوحي أن حكومة نتنياهو ترفض تمامًا القبول بدولة فلسطينية أو اتخاذ إجراءات لا يمكن التراجع عنها.
كما يشير سطوحي إلى أن "سوليفان سيناقش في إسرائيل العملية العسكرية في غزة وتحجيم الهجوم الإسرائيلي على رفح ومستقبل القطاع بعد توقف إطلاق النار، بالإضافة إلى إمكانية إحياء الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار".
ويلفت إلى أن واشنطن تدرك أن إقناع إسرائيل بوقف الحرب يزداد صعوبة كل يوم.
وحول الدور العربي في ملف الحرب على غزة، يعتبر سطوحي أن دور الدول العربية قد يرتبط بالمشاركة في قوة لحفظ السلام. ويرى أن هذا الدور مرتبط بكيفية إدارة القطاع وإمكانية عودة السلطة الفلسطينية ومساندتها في إعادة إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب.
كما يرى الباحث في الشؤون الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي "بذلت خلال الفترة الماضية جهودًا جدية لوقف إطلاق النار، حيث أن الأوضاع الداخلية واقتراب الانتخابات الأميركية والانقسامات الحادة داخل الحزب الديمقراطي لا يمكن معالجتها إلا بوقف إطلاق النار في غزة". لكنه يرجح أن "إسرائيل تتعمد ألا تعطي بايدن انتصارًا سياسيًا يساعده في الانتخابات القادمة".