في اليوم التاسع والستين على العدوان على غزة، واصلت إسرائيل ارتكاب مجازر في القطاع الذي يرزح تحت ثقل كوارث إنسانية عدة ليس أولها تفاقم الجوع الذي تحدث عنه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني اليوم، ولا يعد عزل القطاع عن العالم آخرها.
فقد توقفت خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل في قطاع غزة عصرًا، حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني فقدان الاتصال "بشكل كامل" بغرفة العمليات وكافة طواقمه.
18 مجزرة جديدة
وخلال هذا اليوم، واصلت قوات الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع برًا، وبحرًا، وجوًا، مخلّفة عشرات الشهداء والجرحى، ولا يزال الكثير منهم مفقودين تحت الأنقاض.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 18 ألفًا و787 شهيدًا و50 ألفًا و897 جريحًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأشار المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إلى أن "قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الماضية 18 مجزرة وجرائم إبادة جماعية في كافة مناطق قطاع غزة".
كما حذّر القدرة من أن "الوضع الصحي والإنساني في مراكز وأماكن الإيواء لا يمكن احتماله وتصوره"، معبرًا عن خشيته من "وفاة عشرات الآلاف نتيجة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية وسوء التغذية وقلة مياه الشرب والنظافة الشخصية وعدم توفر أي خدمات صحية لهم".
الاحتلال يستهدف الشجاعية وجباليا
واستهدفت طائرات الاحتلال ستة منازل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 25 شخصًا على الأقل، وإصابة العشرات بجروح.
وفي منطقة الرمال الشمالي، قصفت طائرات إسرائيلية أربعة منازل، ما أدى لاستشهاد 10 أشخاص على الأقل، وإصابة العشرات بجروح، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدمت فجرًا أسرتين كاملتين على الأقل رميًا بالرصاص داخل إحدى مدارس الإيواء التابعة لوكالة الغوث في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وفي التفاصيل، فقد اقتحمت قوات إسرائيلية مربع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في مخيم جباليا، وحاصرتها، وأعدمت أسرتين كاملتين رميًا بالرصاص، بينهم أطفال ونساء وكبار بالسن في 3 غرف صفية، تعودان لعائلتي صالح وخليل.
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت "مخيم الشابورة" للاجئين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
القسام تدمّر 72 آلية عسكرية إسرائيلية
وشهد اليوم معارك ضارية بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة على محاور مختلفة في القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 115 من عسكرييه منذ بدء هجومه البري، مشيرًا إلى أن عشرة من بين هؤلاء قتلوا الثلاثاء غالبيتهم في معركة واحدة.
ولفت مساء الخميس إلى إصابة 8 من عسكرييه "بجروح خطيرة" جراء معارك مع الفصائل الفلسطينية، بينهم ضابط برتبة مقدم من لواء "غولاني".
في المقابل، أكدت كتائب القسام تدمير 72 آلية عسكرية إسرائيلية كليًا أو جزئيًا، وقتل 36 جنديًا خلال الأيام الثلاثة الماضية. كما تبنت الكتائب عملية قصف مستوطنة أوفاكيم برشقة صاروخية.
وفي محور حي الشجاعية، أشارت سرايا القدس إلى أن مقاتليها تمكنوا مع كتائب القسام من إيقاع 6 من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح بعد اقتحام منزل تحصنوا داخله في.
سوليفان في تل أبيب
وعلى صعيد السياسي، واصل مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن جيك سوليفان لقاءاته في إسرائيل التي أضافت سبعة مليارات دولار إلى ميزانية تكاليف حرب غزة.
وكشف البيت الأبيض أن سوليفان تحدث مع مسؤولين إسرائيليين حول احتمال الانتقال من العمليات العسكرية عالية الشدة إلى عمليات عسكرية "أقل شدة" في غزة.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أنّ الولايات المتحدة عبّرت لإسرائيل عن مخاوفها حيال سقوط ضحايا مدنيين في غزة، بعدما حذّر الرئيس جو بايدن تل أبيب من أنها قد تخسر الدعم الذي تحظى به بسبب "قصفها العشوائي" في القطاع.
بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يريد من إسرائيل التركيز على إنقاذ أرواح المدنيين، وذلك عند سؤاله اليوم الخميس عما إذا كان يريد من إسرائيل تقليص نطاق هجومها على غزة بحلول نهاية هذا العام.
من جهته، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوليفان أن إسرائيل ستواصل حربها على غزة. وقال نتنياهو بحسب بيان صادر عن مكتبه: "إنه تحدث مع سوليفان حول التهديدات الإقليمية، بما في ذلك وكلاء إيران مثل حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، وتأمين عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، واستمرار المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة".
حماس ترفض التفاوض قبل وقف العدوان
كما قال بيني غانتس الوزير في الحكومة الإسرائيلية اليوم الخميس إن الجانب الإسرائيلي يجري حوارًا إستراتيجيًا ويتسم بالخبرة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب على غزة وإن واشنطن لا تحاول أن تملي على إسرائيل التحركات التي يجب أن تتخذها.
وفي المقابل، أكدت "حماس" على لسان القيادي في الحركة أسامة حمدان، رفضها التفاوض بخصوص أي صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، إلا بـ"وقف كامل للعدوان" على قطاع غزة، والاستجابة لشروط فصائل المقاومة.
كما شدّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أنّ أيّ "ترتيبات" في قطاع غزة دون حماس أو فصائل المقاومة الأخرى عبارة عن "وهم".
وفي بيان آخر، دعت حركة حماس إلى الخروج في مسيرات حول العالم تضامنًا مع قطاع غزة، و"تنديدًا بالجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين"، وذلك خلال الأيام الثلاثة المقبلة.