استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة بلدات في جنوب لبنان ليل الجمعة.
فبحسب الوكالة اللبنانية للإعلام، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت حي المدرسة في بلدة طيرحرفا وثانية استهدفت بلدة الجبين في القطاع الغربي قضاء صور جنوب لبنان.
كما شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة استهدفت منزلاً في بلدة عدلون قضاء صيدا مما أدى الى تدميره بالكامل على قاطنيه، وأفيد بوقوع عدد من الإصابات فيما تعمل فرق الإنقاذ والأهالي على رفع الأنقاض.
وفي بلدة الخيام، أغار الطيران الإسرائيلي بثلاثة صواريخ استهدف فيها الحي الشرقي مما تسبب باندلاع حريق في سوبرماركت في المكان.
الضربات الإسرائيلية الليلة، طالت أيضًا منطقة عين دردريه الواقعة بين بلدتي حومين الفوقا وعين قانا، في منطقة إقليم التفاح.
حزب الله يرد بعشرات الصواريخ على استهداف سيارة إسعاف
وكان حزب الله أعلن الجمعة، أنه قصف شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ، وذلك ردًا على استشهاد مسعف بضربة إسرائيلية استهدفت سيارة إسعاف جنوب لبنان.
وأفاد حزب الله في بيان بأنه "ردًا على الاعتداء الذي طال الدفاع المدني في بلدة الناقورة وسيارة الإسعاف التابعة له والمسعفين فيها والذي أدى إلى استشهاد وجرح الطاقم"، قصف مقاتلوه شمال إسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا".
ويتواصل التصعيد بشكل شبه يومي على حدود لبنان الجنوبية منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بالتوازي مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال مصدر في الهيئة "الصحية الإسلامية" التابعة لحزب الله في وقت سابق الجمعة، إن "مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة إسعاف، مكتوب على سقفها عبارة سيارة إسعاف في الناقورة"، ما أسفر عن "مسعف شهيد وآخر جريح".
بدوره، لفت الجيش الإسرائيلي إلى أن "طائرة مقاتلة ضربت منشأة عسكرية" في منطقة الناقورة "حيث تمّ تحديد نشاط لخلية إرهابية".
صواريخ من لبنان واندلاع حريق
في السياق ذاته، ذكر إعلام عبري أن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان نحو مناطق شمال البلاد، الجمعة، ما تسبب في اندلاع حريق.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة، إن الجيش رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان نحو منطقتي باروخ وكفار يوفال في الجليل الأعلى (شمال).
ونقلت الصحيفة عن مجلس إقليمي الجليل الأعلى، أن الصواريخ تسببت في حريق بأحد المواقع بالجليل الأعلى، دون أن يتسبب ذلك بوقوع إصابات أو أضرار.
إلى ذلك، وفي كلمةٍ الجمعة بمناسبة تأبين رجل الدين الراحل علي كوراني، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يجرون زيارات لشمال إسرائيل.
وقال نصرالله إن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت "جاء إلى شمال (إسرائيل) ليقنع المستوطنين بأنهم حققوا إنجازات"، لكن ردّ عليه حزب الله بتنفيذ "عملية قبل أيام بالقرب من الموقع الحدودي".
وشدّد نصرالله على أن مقاتلي الحزب "لو أرادوا أن يذهبوا إلى الموقع لذهبوا، ولو أرادوا أن يدخلوا إلى الموقع لدخلوا، وهذا ما يعترف به الإسرائيليون أنفسهم".
ويأتي استهداف المسعف بعد أيام من ضربة إسرائيلية على مستشفى تديره الهيئة "الصحية الإسلامية" في بلدة بنت جبيل، أدت إلى استشهاد مدنيين اثنين، وفق إدارة المستشفى.
وسبق للأمم المتحدة أن ندّدت في 28 مارس/ آذار بالهجمات المتكررة و"غير المقبولة" على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان، بعد استشهاد عشرة مسعفين في يوم واحد.
وقبل أسبوع أيضًا، أصيب ثلاثة تلاميذ بجروح جراء تحطم زجاج الحافلة التي كانت تقلهم إلى المدرسة جراء غارةٍ إسرائيلية قتلت عنصرًا في حزب الله.
لبنان يقدم "شكوى أمام مجلس الأمن"
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الجمعة، تقديم "شكوى أمام مجلس الأمن" بشأن هذا الهجوم، مطالبةً "بإدانة استهداف إسرائيل المباشر والمتعمد والمتكرر للمدنيين".
ومع ذلك تسعى الحكومة اللبنانية والأطراف الدولية للتوصل إلى تهدئة في جنوب لبنان وتمرير الاستحقاق الرئاسي، لا سيما مع سقوط عشرات الشهداء من اللبنانيين على مدى الأشهر الأخيرة جراء القصف الإسرائيلي.
وكان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان غادر بيروت الخميس، من دون أن تثمر جهوده في إقناع القوى السياسية بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فيما تدور البلاد في حلقة مفرغة منذ شغور المنصب قبل عام ونصف عام.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس" إن لودريان الذي التقى قوى سياسية رئيسية في لبنان، بينها حزب الله "لم يحقق أي خرق يذكر" في الملف الرئاسي.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أن "كل فريق متشبّث بمواقفه"، ما دفع لودريان إلى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أن "وجود لبنان السياسي نفسه بخطر"، مع استمرار الشرخ في البلاد.