الأحد 29 Sep / September 2024

رغم معدلات البطالة المرتفعة.. فرص العمل لا تتناسب مع الشباب في الصين

رغم معدلات البطالة المرتفعة.. فرص العمل لا تتناسب مع الشباب في الصين

شارك القصة

ارتفع معدل البطالة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 21,3% قبل أن تتوقف السلطات عن نشر الأرقام الشهرية
ارتفع معدل البطالة في منتصف 2023 إلى مستوى غير مسبوق بلغ 21,3% قبل أن تتوقف السلطات الصينية عن نشر الأرقام الشهرية- غيتي
لا تتلائم فرص العمل المعروضة في الصين مع تطلعات الشباب الراغبين في الحصول على وظائف مناسبة من حيث الراتب والمزايا.

بداخل معرض للوظائف يستهدف الخريجين في شنغهاي، يشعر المشرفون على اجتذاب الكفاءات الشابة بالملل وهم جالسون في أكشاكهم تحت المطر، في انتظار المرشحين المحتملين. فعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة في الصين، لا تتوافق فرص العمل المعروضة في كثير من الأحيان مع تطلعات الشباب.

وتشكل البطالة في أوساط هذه الفئة مشكلة ملحة في الصين، حتى إن الرئيس شي جين بينغ طلب من كبار مسؤولي الحزب الشيوعي مؤخرًا وضعها "على رأس أولوياتهم".

ويؤشر ذلك في رأي العديد من المحللين على أن الصين مقبلة على اعتماد إصلاحات قبل الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي في يوليو/ تموز، وهو الاجتماع الذي شهد في كثير من الأحيان تغييرات كبيرة في السياسة الاقتصادية.

وبلغ معدل البطالة بين الشباب في أبريل/ نيسان 14,7% وفقًا للبيانات الرسمية. وفي يونيو/ حزيران، سيتخرج 11,8 مليون طالب ويدخلون سوق العمل.

وفي منتصف عام 2023، ارتفع معدل البطالة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 21,3% قبل أن تتوقف السلطات عن نشر الأرقام الشهرية. وقد استأنفت ذلك في ديسمبر/ كانون الأول، بعد تعديل طريقة احتسابها.

"استحداث المزيد من فرص العمل"

وهيمنت الوظائف في قطاع الضيافة والموارد البشرية على ما وفره الجمعة معرض التوظيف في شنغهاي، وهو واحد من عدة معارض نظمتها السلطات المحلية.

ويقول طالب معلوماتية، وهو من الشباب القلائل الذين حضروا المعرض، لوكالة "فرانس برس": "من الصعب العثور على وظيفة تتوافق مع شهادتك وتطلعاتك".

وذكر شي جين بينغ الخريجين على وجه التحديد في خطابه أمام المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإثنين، مشيرًا إلى "ضرورة استحداث مزيد من فرص العمل لهم لممارسة ما تعلموه".

وتلفت إيريكا تاي، مديرة أبحاث الاقتصاد الكلي في مصرف مايبانك، لـ"فرانس برس"، إلى أن القادة الصينيين سبق لهم أن أدلوا بتصريحات "تؤكد الطابع الملح" لتوظيف الشباب.

ومع استمرار ضعف الاستهلاك والأزمة العميقة في قطاع العقارات، يُنظر إلى البطالة على أنها إحدى العقبات الرئيسية أمام استئناف الصين نموها القوي في مرحلة ما بعد الجائحة.

"تغيير في السياسة"

وقال هاري ميرفي كروز من وكالة "موديز أناليتكس"، إنه على الرغم من أن التصريحات ما زالت غامضة "من الواضح أن هناك تغييرا في السياسة... نتوقع أن تكون السياسات الرامية إلى الحد من البطالة بين الشباب ركيزة أساسية للمناقشات" في الجلسة المقبلة للجنة المركزية.

وتوقع ميرفي كروز أن تقوم الحكومة بزيادة المساعدات لتشجيع الشركات على توظيف الخريجين الشباب وتشجيع التدريب الداخلي.

لكن هذه مجرد "حلول مؤقتة"، كما يقول المحلل. وعلى المدى الطويل، هناك حاجة إلى "إصلاحات أوسع نطاقًا في السياسات الصناعية والتعليمية" لضمان المواءمة على نحو أفضل بين مهارات الخريجين ومتطلبات أصحاب العمل.

وتباطأ نمو القطاع الخاص في الصين بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التدابير المتخذة ضد عمالقة التكنولوجيا.

ويرغب العديد من الشباب في أن يصبحوا موظفين حكوميين، وهو الخيار الذي يُنظر إليه على أنه أكثر استقرارًا، أو مواصلة الدراسة للحصول على درجات عليا، مثل وانغ وتشيان.

لكن كارل هو، وهو طالب آخر في كلية الحقوق، يرى أن الصعوبة لا تكمن في العثور على وظيفة، بل في الحصول على "وظيفة مناسبة" من حيث الراتب والمزايا.

ورغم نيله وظيفة جيدة في أحد البنوك، يقول إن الكثير من الطلاب بحاجة إلى "خفض توقعاتهم".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close