تطرقت أبرز الصحف الأجنبية اليوم الخميس، إلى مساعي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنجاح الاقتراح الأخير لوقف الحرب على غزة.
في المقابل، تحدثت بعض التقارير عن تعنت رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يصر على مواصلة العدوان على القطاع لضمان بقائِه السياسي، ويهدد بتوسيع رقعة الحرب لتشمل لبنان.
الحديث عن حرب على لبنان يتزايد
فقد تناولت مجلة "إيكونومست" البريطانية التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان، وأشارت إلى أنه على خلفية التصعيد الحاصل منذ بدء الحرب على غزة، يستعدُ الجيش الإسرائيلي لحربٍ أوسع.
وذكرت المجلة أنه سيتم تكليف القواتُ البرية الإسرائيلية بمهمة إنشاء "منطقة أمنية"، لمنع "حزب الله" من إطلاق الصواريخ من لبنان.
وأضافت "ذا إكونومست" أنه مع ذلك، فإن الحرب الشاملة لا تبدو أمرًا أكيدًا، فإسرائيل لن تدخل الحرب مع استمرار القتال في غزة، "كما أن ترسانة حزب الله تشعر قادة إسرائيل بالقلق"، وفق ما ذكر.
كما لفتت المجلة أيضًا إلى أنه على الرغم من الخطة الأميركية التي يروجها عاموس هوشستين مستشار بايدن، سيكون من المستحيل على "حزب الله" أن يقبل وقف إطلاق الصواريخ قبل وقف إسرائيل حربها على غزة.
مساع لهدنة في غزة وتوترات في لبنان
أما صحيفة "النيويورك تايمز"، فقد تطرّقت أيضًا إلى التصعيد في لبنان بين إسرائيل و"حزبِ الله"، مشيرةً إلى أنه رغم مساعي إدارة بايدن للتوصل "إلى اتفاقٍ لوقف إطلاقِ النار في غزة، هدد نتنياهو بشن عمليةٍ واسعة على حزبِ الله في لبنان".
هذا ونقلت عن مصدرٍ أن رئيس الوزراءِ القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، التقيا قادة "حماس" في الدوحة أمس الأربعاء.
وأضاف المصدر أن قطر تلقَّت ردًا أوليًا إيجابيًا من "حماس" على اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه بايدن، "لكنها ما زالت تنتظر ردًا رسميًا".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه في المقابل يُصر نتنياهو علنًا على أن إسرائيل لن توقف الحرب على غزة "حتى تدمير قدرات حماس العسكرية".
لذا في ظلِّ هذه الخلافات، من غير المتوقع أن تؤدي جولة المسؤولين الأميركيين في المنطقة إلى تحقيق تقدمٍ كبير، بحسب ما أكد مصدر مطلع على المفاوضات للصحيفة.
تخبط نتنياهو يمنع تحقيق السلام
وفي صحيفة "ذا هيل"، تناول جيمس كيتفلد سياسات نتنياهو الرامية إلى إفشال المساعي الدولية لتحقيق حل الدولتين، مشيرًا إلى أنه بعد ما يقرب من 3 عقودٍ في منصبه، فإن "رؤية نتنياهو الضيقة قادت بلاده إلى الطريق الإستراتيجي المسدود، والعزلة الدولية التي تواجهها اليوم".
وأضاف كيتفلد أن سياسة الأرض المحروقة في غزة وغياب أي خطةٍ لما بعد الحرب، "يسببان زيادة عزلة إسرائيل وتوترًا للعلاقات مع واشنطن والحلفاء".
كما رأى الكاتب أن نأي نتنياهو عن الاقتراح الذي قدمه الرئيس الأميركي على أنه مقترح إسرائيلي، "يمثل علامةً واضحةً على الطريق المسدود الذي وضعه".
وأشار كيتفلد أيضًا إلى أن نتنياهو لطالما عرقل كل الحلول التي تؤدي إلى إقامة دولةٍ فلسطينية أو تحقيق حل الدولتين، وهذا ما يُفسر رفضه للمقترح الأميركي الأخير، الذي قد يهدد مخططاته.
تهور نتنياهو للبقاء في السلطة
وفي فرنسا، فقد تحدث ريني باكمان عبر موقع "ميديا بارت" الفرنسي تحدث أيضًا عن رفض نتنياهو وقف الحرب على غزة لضمان بقائه في السلطة.
فقال باكمان أنه مع استمرار الحرب وتزايد المظاهرات المطالبة برحيله ومواجهته قرارات المحاكم الدولية، تتراكم مشكلات نتنياهو الذي يبدو أنه "يعوّل على انتصارٍ افتراضيٍّ لصديقه دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية فحسب".
وأضاف الكاتب الفرنسي أن نتنياهو يدرك منذ اليوم الأول، أن وقف الحرب على غزة "سيكون أيضًا نهاية مسيرته السياسية وبداية مثوله أمام المحاكم لمواجهة تهم الفساد والاحتيال وخيانة الأمانة".
وبينما لفت باكمان إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجهه نتنياهو هو من داخل ائتلافه، أضاف الكاتب أن إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يعرفان جيدًا ما يدين به نتنياهو لهما، "لذا لا يفوّتان فرصةً لتذكيره، وهو ما يفسر بعض الترنحات السياسية أو الإستراتيجية لرئيس الوزراء".