الإثنين 14 أكتوبر / October 2024

"بطل مكافحة العنصرية".. جثمان ديزموند يسجى في كاتدرائية بجنوب إفريقيا

"بطل مكافحة العنصرية".. جثمان ديزموند يسجى في كاتدرائية بجنوب إفريقيا

شارك القصة

رحيل ديزموند توتو بعد رحلة طويلة من النضال ضد نظام الفصل العنصري (غيتي)
رحيل ديزموند توتو بعد رحلة طويلة من النضال ضد نظام الفصل العنصري (غيتي)
حظي الأسقف ديزموند توتو باحترام كبير بين مواطني جنوب إفريقيا على اختلاف أعراقهم وثقافاتهم لاستقامته الأخلاقية ونضاله ضد نظام الفصل العنصري.

سُجي نعش الأسقف ديزموند توتو اليوم الخميس في كاتدرائية تاريخية ندد من خلالها ذات يوم بحكم البيض في جنوب إفريقيا، ليتمكن المواطنون من وداع رمز النضال ضد الفصل العنصري.

واصطف المئات من المواطنين لإلقاء نظرة الوداع على كبير الأساقفة السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام بعد وفاته عن عمر ناهر 90 عامًا.

احترام كبير لنضاله

حظي الأسقف ديزموند توتو باحترام كبير بين مواطني جنوب إفريقيا على اختلاف أعراقهم وثقافاتهم لاستقامته الأخلاقية ونضاله ضد حكم الأقلية البيضاء.

ووضعت باقة صغيرة من أزهار القرنفل على غطاء نعش بسيط مصنوع من خشب الصنوبر حمله ستة كهنة أنغليكان. وتلا الأسقف تابو ماكغوبا، خلف توتو، صلاة بعدما حرق الكهنة البخور فوق النعش قبل نقله من عربة الموتى.

وسارت أرملة توتو ليا ببطء خلف الكهنة الذين حملوا النعش إلى داخل الكاتدرائية الكائنة وسط المدينة.

وتوفي الزعيم الروحي والسياسي الذي عمل دون كلل، عن تسعين عامًا غداة عيد الميلاد. وسيحرق جثمانه وتدفن رماده يوم رأس السنة.

تمديد فترة تسجية النعش

ويسجى النعش في كاتدرائية القديس جورج الأنغليكانية في كيب تاون الخميس والجمعة لتمكين أكبر عدد ممكن من الناس من وداع رجل دين ومناضل حقوقي محبوب.

ومُددت فترة تسجية النعش ليومين "خشية حصول تدافع"، حسبما قال القس غيلمور فراي أمام الكاتدرائية قبل وصول الجثمان.

وبعد مراسم مغلقة لحرق الجثمان، سيدفن رماد توتو داخل كنيسة رعيته السابقة، والتي ألقى فيها العظات لسنوات عدة، وحيث دأبت الأجراس على القرع تكريمًا له لعشرة دقائق يوميًا منتصف النهار منذ الإثنين.

ومنذ الأحد توافد مئات الأشخاص على الكاتدرائية التي ترأس منها توتو الكنيسة الأنغليكانية في كيب تاون لعشر سنوات انتهت عام 1996، لوضع الأزهار والكتابة على سجل التعازي.

"تاتا".. المثل العليا

من جهته، قال راندال أورتيل، وهو طبيب كان يقف في أوائل الصفوف داخل الكاتدرائية لوداع بطل مكافحة الفصل العنصري الراحل: "جئت إلى هنا مدفوعًا فحسب بالرغبة في أن أعرب عن امتناني. هو بالتأكيد أحد المثل العليا بالنسبة لي. أريد أن أقتدي به وأسير على خطاه".

كما وصلت أماندا مبيكوانا في الساعة الخامسة مع أول خيوط الصباح (03:00 بتوقيت غرينتش) مع والدتها وأبناء إخوتها لتوديع رجل يطلقون عليه في جنوب أفريقيا لقب "تاتا" وتعني الأب.

وقالت مبيكوانا، وهي مديرة موارد بشرية: "نعرف ما فعله تاتا. لقد دافع عنا وجئنا إلى هنا اليوم بعد أن أصبحنا في بلد حر لتكريمه، والاحتفاء بمسيرة حياته، ودعم (زوجته) ماما ليا والأسرة".

"مراسم محدودة"

وتم تنكيس العلم الوطني المتعدد الألوان في أنحاء جنوب إفريقيا. وستقام مراسم في أنحاء البلاد يوميًا حتى يوم الدفن.

وقالت مؤسسة توتو: إنّ الأسقف "لم يرغب في مظاهر التباهي ولا التبذير في الإنفاق". وفقط باقة من أزهار القرنفل المرسلة من عائلته ستوضع في الكاتدرائية يوم مراسم الدفن.

والتزامًا بقواعد الحد من جائحة كوفيد-19، سيُسمح لمئة شخص فقط بحضور المراسم.

وكان توتو قد عبر عن الرغبة في أن تكون المراسم العسكرية محدودة. وسيقدم العلم الوطني لزوجته ليا التي اقترن بها في 1955 وله منها أربعة أبناء.

وبعدما أضعفه التقدم في السن وسرطان البروستات، انسحب حائز جائزة نوبل للسلام من الحياة العامة في السنوات القليلة الماضية.

وبعد تقاعده عام 1996 خاض رحلة مروعة في ماضي جنوب إفريقيا المظلم رئيسًا للجنة الحقيقة والمصالحة التي كشفت عن أهوال الفصل العنصري بتفاصيل مخيفة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close