نشرت حسابات وصفحات إسرائيلية وأخرى مرتبطة بالدعاية لتل أبيب، خبرًا مزيفًا، عن تمكن قوات الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال محمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس".
وزعمت هذه الحسابات، التي لم تتوان منذ بداية العدوان على غزة، عن بث الإشاعات والأخبار الكاذبة بشأن المقاومة الفلسطينية وقادتها، والعمل على تشويه صورتها، أن إسرائيل تمكنت من الاحتفاظ بجثمان الضيف خلال المجزرة الدموية التي ارتكبت في مخيم النصيرات.
وروّجت تلك الحسابات منشورًا جاء فيه: "أنباء عن هلاك (..) محمد الضيف في غزة وحصول الإسرائيليين على جثمانه"، وفق مزاعمها.
أخبار مزيفة عن محمد الضيف
والخبر المنشور لا أصل ولا فصل له، وهو عار تمامًا من الصحة، وبدأ ترويج اللجان الإلكترونية له بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال استعادة أربعة من الأسرى الإسرائيليين بعد هجوم وحشي على مخيم النصيرات في قطاع غزة السبت الماضي والذي أدى لاستشهاد أكثر من 274 فلسطينيًا وفقًا للأرقام المحلية.
ولم يرصد فريق برنامج "بوليغراف" عبر "العربي" إعلان المقاومة الفلسطينية عن استشهاد القائد العسكري في حركة حماس محمد الضيف. كما لم تذكر ذلك أي جهة رسمية أو غير رسمية أو وسيلة إعلام عبرية.
بل أن المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري نفى خلال الإحاطة اليومية التي أعلن فيها عن تفاصيل عملية استعادة أربعة أسرى إسرائيليين خبر اغتيال الضيف، مؤكدًا أنهم يسعون إلى تحديد مكانه وما زالوا يسعون خلفه حتى الآن، مضيفًا أن "الوصول لكبار قادة حماس وتصفيتهم مسألة وقت"، وفق قوله.
من هو محمد الضيف؟
وعلى مدى نحو 3 عقود، شكّل "محمد دياب إبراهيم المصري"، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المعروف باسم محمد الضيف، لغزًا كبيرًا لإسرائيل التي أخفقت في اغتياله 7 مرات على الأقل.
كما تقوم حسابات إسرائيلية بين الفينة والأخرى بنشر أنباء غير صحيحة عن اغتيال الضيف في ظل المعارك البرية الدائرة في غزة منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وُلِد محمد الضيف عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة، في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة، وانضم باكرًا لحركة حماس، التي تأسست نهاية عام 1987.
اعتقلته إسرائيل عام 1989، خلال ضربة واسعة وجهتها لحركة حماس، وقضى 16 شهرًا في سجونها موقوفًا دون محاكمة.
وبعد خروج الضيف من السجن، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها.
وتقر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حسب الصحف العبرية، أنها بذلت جهودًا مضنية في مطاردته لسنوات طويلة.