أعلنت كتائب "القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال مجزرة النصيرات 3 من أسراه أحدهم يحمل الجنسية الأميركية.
وارتكبت قوات الاحتلال أمس السبت مجزرة استشهد فيها أكثر من 270 فلسطينيًا من خلال قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات بغزة، خلال عملية لاستعادة 4 محتجزين لدى "حماس" في المخيم.
"حكومتكم تقتل أسراكم"
وفي مقطع فيديو بثّ عبر منصة "تلغرام"، نشرت كتائب "القسام" صور 3 جثامين لم تظهر هويتهم، وغطت وجوههم، بينما ظهر على أجسادهم آثار دماء.
وأرفقت الكتائب المشاهد بكلمات مكتوبة على الفيديو في رسالة لأهالي الأسرى الإسرائيليين: "حكومتكم تقتل عددًا من أسراكم لإنقاذ أسرى آخرين".
وأضافت "القسام": "بعد المجزرة التي ارتكبها جيشكم في مخيم النصيرات أمس لإنقاذ 4 أسرى، نعلمكم أنه مقابل هؤلاء قتل جيشكم 3 أسرى في المخيم ذاته أحدهم يحمل الجنسية الأميركية"، وتابعت: "لن يخرج أسراكم إلا بتحرير أسرانا".
كما أرفقت "القسام" مقطع الفيديو بوسم: "الوقت ينفد.. حكومتكم تكذب".
تفاصيل مجزرة النصيرات
وتمكنت إسرائيل من استعادة 4 محتجزين فقط في عملية داخل مخيم النصيرات، كان ثمنها استشهاد 274 فلسطينيًا بينهم 64 طفلًا و57 امرأة، وإصابة نحو 700 آخرين.
وتكشّفت تباعًا تفاصيل عبر وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية بشأن العملية أثارت جدلًا واسعًا، بدءًا من تخفي القوة الإسرائيلية في شاحنة مساعدات وصولًا للاعتراف الأميركي بالمشاركة في العملية من خلال الدعم اللوجستي والاستخباراتي.
ففي تفاصيل العملية التي أطلق عليها الاحتلال اسم "عملية أرنون" نسبةً إلى "أرنون زامورا"، قائد القوة التي شاركت في العملية وقتل خلالها، فإن المحتجزين الأربعة كانوا فوق سطح الأرض في مبنيين مدنيين في قلب النصيرات وسط قطاع غزة.
وقام جيش الاحتلال بإخفاء جنوده في شاحنةٍ مخصصة للمساعدات الإنسانية والدخول إلى المخيم من خلالها قبل اكتشاف الأمر، بحسب شهود عيان فلسطينيين، وهو ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية لاحقًا.
عن هذا الأمر تقول القناة 13 الإسرائيلية إنه خلال محاولة إجلاء القوة الإسرائيلية "تعطلت المركبةُ التي كانت تقل الجنود مع 3 من المحتجزين جراء إطلاق النار من المقاومين، في حين أطلق مقاتلو اللواء السابع عشرات قذائف الدبابات لتشكيل حزامٍ حول القوة المحاصرة".
كما نفذت عملية النصيرات بمساعدةٍ أميركية وفق ما أكد مسؤول أميركي لصحيفة "نيويورك تايمز"، لافتًا إن "فريقًا أميركيًا رسميًا متمركزًا في إسرائيل ومتخصصًا في إنقاذ الرهائن، ساعد في العملية من خلال توفير معلوماتٍ استخباريةٍ وغيرها من الدعم اللوجستي".
وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية استخدام منطقة الرصيف البحري، إذ هبطت مروحيةٌ تابعة لسلاح الجو لنقل أحد الأسرى الإسرائيليين، ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقطع فيديو لحظة نزول الطائرة وتنفيذها عملية الإجلاء.
ورغم ذلك، نفت القيادة المركزية الأميركية من جهتها استخدام الرصيف البحري في العملية بالنصيرات.