الجمعة 20 Sep / September 2024

تحدث عن محاولة انقلاب.. رئيس بوليفيا للعربي: هكذا نتضامن مع فلسطين

أخبار فلسطين
تحدث عن محاولة انقلاب.. رئيس بوليفيا للعربي: هكذا نتضامن مع فلسطين
الإثنين 8 يوليو 2024

شارك القصة

أكد الرئيس البوليفي أن حكومته وشعبه يرفضان المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني
أكد الرئيس البوليفي أن حكومته وشعبه يرفضان المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني - رويترز

ندد الرئيس البوليفي لويس آرسي، بالحرب التي تواصل إسرائيل شنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، معتبرًا أن ما تقوم به تل أبيب لا يُمكن أن تقبله الإنسانية.

وفي مقابلة خاصة مع التلفزيون العربي، أكد آرسي أنّ بلاده قررت قطع العلاقات مع إسرائيل رفضًا المذابح التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، ومشدّدًا على أنّ بوليفيا ليست دولة غنية ولكنها تتضامن مع الفلسطينيين بما تملك.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

والعام الماضي، أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، لارتكابها جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة، فيما تعهدّت وزيرة الخارجية الجديدة سيليندا سوسا خلال أدائها اليمين الدستورية بمواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية.

"قطع العلاقات مع إسرائيل رفضًا للمذابح"

وفي مقابلة خاصة مع التلفزيون العربي، قال الرئيس البوليفي: إنّ "الحكومة والشعب البوليفي يرفضان المذابح بحق الفلسطينيين، ولا يقبلان أن يستمر الظلم على شعب يستحق كباقي الشعوب اعتراف العالم بحقوقه".

وأضاف آرسي: "الفلسطينيون يناضلون من أجل استرجاع أراضيهم، والأمم المتحدة تعترف بهم كشعب يناضل من أجل إقامة دولته، وما تقوم به إسرائيل عملٌ غير إنساني وفظ ولا يقبله البشر"، مشيرًا إلى أن "القصف المستمر للمواطنين الفلسطينيين بهذا الشكل العنيف يستدعي تنديدينا جميعًا".

بوليفيا اتخذت قرارًا بقطع العلاقات مع إسرائيل، حتى تتوصل إلى حل سلمي مع الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بنفس الحقوق التي تتمتع بها شعوب العالم الأخرى

وأردف أن "بوليفيا بلد مسالم بنص دستورها، ولا يمكنها أن تقبل هذا النوع من الاعتداء؛ لأننا ندرك الفرق الكبير بين إسرائيل وفلسطين"، لافتًا إلى أن ذلك الفرق لا يمكن أن يسمح لإسرائيل بهذا الإفراط في استخدام القوة.

وقال: "لهذا فإن بوليفيا وإدراكًا منها للماضي التاريخي لهذه المشكلة التي لم تبدأ الآن كما يصورها البعض، وإنما تعود إلى عقود ماضية، اتخذت قرارًا بقطع العلاقات مع إسرائيل، حتى تتوصل إلى حل سلمي مع الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بنفس الحقوق التي تتمتع بها شعوب العالم الأخرى".

مظاهرات في بوليفيا تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة
مظاهرات في بوليفيا تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة - غيتي

ما الذي يمكن لبوليفيا عمله من أجل التخفيف من أزمة غزة؟

وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، على وقع تحذير المنظمات الدولية من أن القطاع بات على حافة كارثة إنسانية وصحية وبيئية، أوضح آرسي أن بلاده تعمل في هذا الإطار على محورين، حيث قال: "نحن لسنا بلدًا غنيًا، ولكننا أرسلنا الإغاثات الإنسانية إلى فلسطين، وكان من الصعب إيصالها نظرًا إلى الإغلاق والعراقيل".

آرسي أكد أن بلاده لا بد أن تتضامن مع الشعب الفلسطيني، وستفعل ذلك كلما كان ضروريًا، موضحًا أن "التضامن الحقيقي هو أن تعطي ما أنت بحاجة إليه لغيرك حين يحتاج إليه".

وفيما شدد على أن بوليفيا دولة متضامنة، أشار آرسي إلى أن هذا لا يحل المشكلة؛ لأن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم مع استمرار الحرب، فيما تزيد إسرائيل من تطرفها وعنجهيتها تجاه الفلسطينيين.

الرئيس البوليفي يندد بالحرب التي تواصل إسرائيل شنها على قطاع غزة
الرئيس البوليفي يندد بالحرب التي تواصل إسرائيل شنها على قطاع غزة

وإذ حثّ الرئيس البوليفي الأمم المتحدة على أن تعمل ما باستطاعتها لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم إلى فلسطين، شدد على وجوب أن تتخذ المنظمة الأممية إجراءات عاجلة تؤدي إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأضاف أن بلاده تسعى أيضًا إلى إيجاد طريقة تمكنها من الاستمرار في إيصال المساعدات الدولية لفلسطين، ودعم كل الجهود التي من شأنها أن تمكّن الفلسطينيين من الخروج من هذا الوضع.

وقال الرئيس البوليفي إن بلاده تدرك أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، مشددًا على ضرورة وضع حد لهذه الاعتداءات التي ترتكبها دولة قوية على شعب ضعيف، وعلى جميع الدول أن تدعم الفلسطينيين للتصدي للعدوان لأن ذلك هو الذي يتماشى مع العدالة.

الوضع السياسي في بوليفيا

وعلى صعيد آخر، أوضح آرسي أن الوضع في بوليفيا؛ معقد "لأنه بالإضافة إلى كل ما تعرضت له منذ عام 2021 من اتهامات ومساءلة وهجمات سياسية من قبل رفقاء كانوا معنا وكانوا يدعموننا، ومع اقتراب الانتخابات المقررة العام القادم، وما ينجم عن ذلك من تسييس انتخابي لكل شيء، فإننا جميعًا نبني كل شيء على الحسابات الانتخابية لا السياسية، ما يجعل الأمور تتفاقم".

وأشار إلى أن هذا الأمر أدى إلى هذه المحاولة الانقلابية والتي أوضحت أن الجميع يبحث عن فرصة للمساس بالحكومة في إطار الصراع السياسي في بوليفيا.

والشهر الماضي، أوقفت الشرطة قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا، وذلك بعدما أقاله الرئيس لويس آرسي إثر تنفيذه محاولة انقلاب فاشلة.

وأضاف آرسي أن ما حدث في بوليفيا لا شك أنه محاولة انقلابية، ومع تقدم التحقيقات التي تجريها الجهات المختصة بالتحقيق يتضح بجلاء أنه إضافة إلى العسكريين شارك أفراد من ضباط الاحتياط وكذلك المدنيون في اتخاذ القرار بالمضي قدمًا في قلب نظام الحكم.

مفارقة عجيبة وانقلاب ذاتي

وأضاف: "من المثير للاستغراب أنك تتحدث عن انقلاب ذاتي. إذًا أنظر إلى هذه المفارقة العجيبة فنحن جميعًا نعرف موقف ميلي الذي هو يميني متطرف والذي يتفق في هذا مع (الرئيس السابق) إيفو موراليس".

الانقسام داخل الحزب الحاكم يؤثر سلبًا على اليسار في كل أميركا اللاتينية

وأعرب عن اعتقاده أن على موراليس الآن أن يحدد الجانب الذي ينتمي إليه، "هل هو يميني أم يساري؟"، مضيفًا: "لأننا اليسارييين الذين نعمل لتحقيق أهدافنا، لا يمكننا أبدًا أن نشك في أن ما حدث كان محاولة انقلابية من الجيش".

وبشأن اتهام موراليس للحكومة بالتخلي عن نهج التغيير الذي رسمه، قال الرئيس البوليفي: "نحن ما زلنا يساريين. لم نتخل عن النهج اليساري قط، ولم تجرّنا الحسابات الانتخابية للتحالف مع اليمين".

وأوضح أن الوحيدين الذين يستفيدون من الانقسام داخل حزب اليسار بشكل عام في أميركا اللاتينية هم اليمينيون والإمبرياليون، لأن أولئك الذين يدعون أنهم ضد اليمين وضد الإمبريالية تحولوا إلى أداة في يد هؤلاء لتقسيم اليسار والقضاء على مسلسل التحول في هذا البلد.

وخلص إلى أن المحاولة الانقلابية لن تزيد من حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد، مشيرًا إلى أن هناك جوًا من الترقب كالذي يحدث دائمًا في الأسواق عقب مثل هذه الأحداث، ولكن الآن بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها بنفس الطريقة التي يتم بها ذلك في أي بلد يتعرض لهزة كهذه، لأن التأثير النفسي للانقلابات على الأسواق قوي، ولكن ذلك بدأ يختفي شيئًا فشيئًا.


تجدون في الفيديو المرفق المقابلة الكاملة مع الرئيس البوليفي لويس آرسي التي حاوره فيها مراسل التلفزيون العربي الزميل داده عبد الله، وناقشت مجموعة من المحاور بينها الموقف البوليفي من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والأوضاع في بلاده ما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.

المصادر:
التلفزيون العربي
Close