الأحد 3 نوفمبر / November 2024

خلافات متزايدة في تل أبيب.. هل يغير نتنياهو موقفه من صفقة التبادل؟

خلافات متزايدة في تل أبيب.. هل يغير نتنياهو موقفه من صفقة التبادل؟

شارك القصة

حذرت وسائل إعلام عبرية ومعلقون إسرائيليون من إصرار نتنياهو على شروط محددة لإنجاز الصفقة
حذرت وسائل إعلام عبرية ومعلقون إسرائيليون من إصرار نتنياهو على شروط محددة لإنجاز صفقة التبادل- رويترز
تتزايد الضغوطات على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع تزايد الدعوات لتنفيذ اتفاقية تبادل جديدة للأسرى.

ارتفعت حدة الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث جدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمسكه بشروطه الأمر الذي يعارضه عدد من المسؤولين والوزراء، وسط إبداء تشكيكهم في إمكانية الوصول لصفقة جراء هذه الشروط، وفق ما أورده إعلام عبري.

وتأتي هذه الخلافات بين المستويات السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية وسط استمرار المفاوضات غير المباشرة التي يجريها وسطاء بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.

حزب "شاس" يحث نتنياهو على صفقة التبادل

وفي هذا الإطار، قال حزب "شاس" الديني الإسرائيلي، إن "الوقت مناسب الآن" لتوقيع صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، وحث نتنياهو، على "عدم الخوف" من المعارضين للاتفاق داخل الائتلاف الحاكم.

وقال الحزب في رسالة موجهة إلى نتنياهو: "يشد حزب شاس على أيديكم في جهودكم لإعادة إخواننا وأخواتنا المختطفين، وفي قيادة الصفقة التي هي في مرحلة المفاوضات المتقدمة حاليًا"، وفق قوله.

وأضاف: "نعتقد أن الظروف التي نشأت الآن بعد الضغط العسكري المرحب به والاغتيالات المركزة، تجعل الوقت مناسبًا للتوصل إلى صفقة تحفظ المصالح الأمنية الحيوية لإسرائيل وتعيد المختطفين إلى الوطن".

وتابع: "حزب شاس يحثكم على عدم الخوف من الأصوات في الائتلاف التي تعارض الصفقة (لم يسمها) ويدعمكم لمواصلة التصرف بمسؤولية تجاه وصية فداء الأسرى التي ليس هناك ما هو أهم منها".

وفي أكثر من مناسبة، هدد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، رئيس حزب "قوة يهودية" ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية" بإسقاط حكومة نتنياهو، إذا تم قبول مقترح الصفقة التي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، وتتضمن وقف الحرب.

نتنياهو يصر على مواصلة القتال في قطاع غزة - غيتي
نتنياهو يصر على مواصلة الحرب في قطاع غزة - غيتي

انتقاد رئيس الموساد 

من جهة أخرى، نقل موقع "والا" العبري، مساء الأربعاء، عن وزير في الكابينت (لم تسمه)، أن رئيس "الموساد"، ديفيد بارنياع قال لنتنياهو خلال اجتماع المنتدى المصغر لإدارة الحرب، الثلاثاء، إن "الأمر سيستغرق أسابيع عديدة لإيجاد آلية فحص تمنع نقل الأسلحة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وليس لدى الإسرائيليات في الأسر هذا الوقت".

وجاء حديث بارنياع على خلفية رغبة نتنياهو في الدفع نحو إنشاء آلية لمنع مرور المسلحين إلى شمال القطاع، وهو بند لم يكن وارد في المخطط الأصلي للصفقة، رغم تأكيد نتنياهو المتكرر دعمه للصفقة الأميركية التي طرحها الرئيس جو بايدن، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية التي نشرت هي الأخرى تقريرًا حول ما جرى في اجتماع الكابينت، الثلاثاء.

وحذرت وسائل إعلام عبرية ومعلقون إسرائيليون من إصرار نتنياهو على شروط محددة لإنجاز الصفقة من بينها "منع مرور المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، والسماح بالوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر)"، قائلين إن من شأنها "نسف الصفقة مع حماس".

في ذات الاجتماع، أعرب وزيرا الأمن القومي رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) إيتمار بن غفير، والمالية رئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش عن معارضتهما للصفقة، وفق ما أورده موقع "والا".

وقالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف -من حزب الليكود بقيادة نتنياهو- خلال الاجتماع: "هذا جرح ينزف في المجتمع، ومن واجبنا تجاه الجمهور والمواطنين الذين لم يوفر لهم الجيش الإسرائيلي والشاباك (جهاز الأمن العام) الحماية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) أن نعيدهم".

دور زوجة نتنياهو 

وهو الرأي ذاته الذي تبنته وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا غيلا غمالائيل (من الليكود)، بحسب المصدر ذاته.

وقد كشف مراسل "التلفزيون العربي" في القدس المحتلة، أحمد دراوشة، أن وزيرة المواصلات الإسرائيلية، التي تُعتبر صديقة مقربة لزوجة نتنياهو، هي أيضًا مقربة منه بشكل شخصي.

وأضاف مراسلنا نقلاً عن تصريحات الوزيرة: "إن هذه الصفقة ليست كاملة وممتازة بالنسبة لإسرائيل، ولكن يجب استغلالها".

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي نشرت هي الأخرى تقريرًا عما جرى في اجتماع الكابينت، قالت غمالائيل وهي مراقبة في الكابينت، لنتنياهو "هذه الصفقة مسجلة باسمك، ويجب عليك المضي قدمًا فيها حتى النهاية وتجاهل كل تهديدات الائتلاف من قبل بن غفير وسموتريتش".

وهدد بن غفير بمغادرة القاعة قائلًا لنتنياهو: "السيدة (غمالائيل) هي مراقبة، وحان الوقت لتضعها في مكانها، إنها حتى لا تمثل مواقف الليكود"، وفق الصحيفة.

ورد نتنياهو قائلًا: "أنا لا أعلق على الأمور السياسية، الضغط العسكري على حماس هو الذي سيجلب المختطفين".

"احتمال ضعيف"

من جانبه، قال وزير الأمن يوآف غالانت خلال الاجتماع، وفق الإعلام العبري إن: "هناك احتمالًا ضعيفًا بالتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين تشمل تفتيش الفلسطينيين الذين يمرون من جنوب القطاع إلى شماله على محور نيتساريم (أقامه الجيش الإسرائيلي جنوب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)". وقال مصدر مطلع لـ "والا"، إن رئيس الموساد قال نفس الكلام.

وأضاف غالانت أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستطيع إيجاد حلول لمسألة منع التهريب من محور فيلادلفيا عبر الوسائل (التكنولوجية) التي سيتم وضعها على الجانب المصري من الحدود".

بدوره، كرر نتنياهو قوله إنه فقط "من خلال مزيد من الضغط العسكري يمكن إعادة المختطفين"، وفق قوله.

وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة ودولة قطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادل للأسرى من الجانبين ووقفًا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.

غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي- وكالات
تغطية خاصة
Close