حظرت شركة الطيران الأميركية "دلتا" على موظفيها ارتداء شارات أعلام البلدان بعد حادثة مرتبطة بالقضية الفلسطينية وأجبرت موظفيها على اتباع سياستها الجديدة بعدم ارتداء شارات تحمل أي علم باستثناء العلم الأميركي.
فقد تلقّت شركة دلتا للطيران بلاغًا من مدوّن لاحظ ارتداء مضيفي طيران اثنين شارة تحمل علم فلسطين، فنشر تغريدة على منصة إكس قال فيها: "منذ عام 2001، نخلع أحذيتنا في كل مطار بسبب وقوع هجوم إرهابي على الأراضي الأميركية، الآن تخيل أن تركب في دلتا للطيران وترى عمالًا يحملون شارات حماس في الهواء فماذا ستفعل؟"
وردّت شركة "دلتا" على التغريدة وأكدت أنها تشاركه مخاوفه وأنها ستتخذ إجراءات حيال الأمر ما لم تُتبع سياساتها.
وقالت في 11 يوليو/ تموز 2024: "أسمعك، وسأكون مرعوبًا كذلك شخصيًا، موظفونا يعكسون ثقافتنا ولا نتعامل باللين عندما لا يجري اتباع سياستنا".
"دلتا" تحذف ردها
لكن الشركة حذفت الرد لاحقًا وأكدت إعفاء الموظف الذي قام بالرد واعتذرت لمتابعيها لاعتباره "منشورًا مؤلمًا" ولا يتماشى مع قيم الشركة، بحسب "أسوشيتد برس".
وقالت: "يوم الأربعاء، قمنا بإزالة الرد الذي لا يتماشى مع قيمنا، نحن نسعى جاهدين لتوفير بيئة تتسم بالشمولية والاحترام للجميع، في مجتمعاتنا وطائراتنا، لم يعد الموظف المسؤول يعمل في القنوات الاجتماعية الخاصة بشركة دلتا، نعتذر عن هذا المنشور المؤلم".
الشركة عدّلت سياساتها
ثم أعلنت الشركة في 14 يوليو/ تموز الجاري تعديل سياساتها تجاه ارتداء الشارات ومنعت موظفيها من ارتداء أي شارات أعلام باستثناء علم الولايات المتحدة.
وقالت الشركة في بيان: "نحن فخورون بقاعدتنا المتنوعة من الموظفين والعملاء وأساس علامتنا التجارية، وهو ربط العالم وتوفير تجربة متميزة، نحن نتخذ هذه الخطوة للمساعدة في ضمان بيئة آمنة ومريحة ومرحبة بالجميع"
قرار أثار حفيظة موظفي "دلتا"
لكن قرار الشركة الأميركية أثار حفيظة موظفيها وأثار موجة غضب بعد تعرض زملائهم "لمضايقات عنصرية".
ونشر أحد الموظفين مقطع فيديو قال فيه: "في الأسبوع الماضي واجه اثنان من زملائنا في العمل مضايقات عنصرية عبر الإنترنت، ولم يؤدّ الحساب الرسمي لشركة "دلتا" إلى تفاقم المضايقات فحسب، بل قاموا أيضًا بتطبيق سياسة جديدة لمعاقبة جميع المضيفين قائلين إنه لا يمكننا الآن ارتداء سوى شارات عليها العلم الأميركي".
وقالت موظفة أخرى: "من خلال إسكات العمال وتقييد التعبير عن هويتنا. تخون شركة دلتا قيمها الخاصة وتمهد الطريق لمزيد من المضايقات والتمييز".
وأعلن موظفو شركة دلتا جمع توقيعات لعريضة تطالب الشركة بسحب قرارها والتراجع عنه لأنه "يحرم المضيفين من التعبير عن هوياتهم".
ردود فعل تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي
كما أثار قرار الشركة موجة ردود على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد حذف الشركة ردّها على التغريدة التي تطالب بحظر علم فلسطين.
وقال أحد المغردين: "دلتا حذفت هذا التعليق بخصوص الخوف من وضع موظفيها علم فلسطين، مرحبًا دلتا، استمتعي بخسارة عدد لا بأس به من العملاء لشركة الطيران المثيرة للشفقة بالفعل".
وقال مدون آخر: "أعتقد أن دلتا قد أصيبت بالجنون، إن منع دعم الفلسطينيين عندما تُدمر غزة بنسبة 80% بسبب الإبادة الجماعية التي تقيم المحكمة الجنائية الدولية قضية ضدها، يوضح أنهم يدعمون العنف وانتهاك القانون الدولي، أعلام فلسطين لا تدعم حماس بل تدعم السلام".
وقالت إحدى الموظفات في دلتا: "هذا لا يتعلق فقط بالشارات أو الصور هذا يتعلق بالدفاع عن كرامتنا لأن شاراتنا ليست هي المشكلة إن التحرش وفشل دلتا في معالجته هما القضيتان الحقيقيتان".
