حرب السودان.. المدنيون ضحية "مستويات مروعة من العنف"
يعاني المدنيون في السودان من مستويات عنف مروعة، ويواجهون هجمات متكررة وانتهاكات، وذلك بعد مرور أكثر من عام على بدء الصراع العسكري في البلاد، وفق ما أكدت، اليوم الإثنين، منظمة أطباء بلا حدود الدولية.
وفي منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي، نشب صراع دموي بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع الذي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيته نحو 15 ألف قتيل، وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
"انتهاك صارخ"
وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير أن الإصابات الجسدية والنفسية الناجمة عن العنف تفاقمت، بسبب انهيار النظام الصحي وغياب استجابة دولية للأوضاع الإنسانية، لافتة إلى أن فرقها عالجت الآلاف من جرحى الحرب في المناطق المتضررة من القصف للمباني السكنية والبنية التحتية.
وأوضحت المنظمة الدولية أن إمكانية حصول الناس على خدمات الرعاية الطبية المنقذة للحياة في جميع أنحاء السودان تأثرت بشكل كبير، بسبب نقص وعرقلة واسعة النطاق للخدمات، ونهب الإمدادات الطبية وانعدام الأمن وشن هجمات على المرضى والعاملين في القطاع الطبي، فضلًا عن الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية للرعاية الصحية.
واتهمت المنظمة الأطراف المتحاربة، "بالتجاهل الصارخ" للحياة البشرية والقانون الدولي، في السودان الذي يسجل أكبر أزمة نزوح في العالم بعد توثيق أكثر من أحد عشر مليون حالة نزوح داخل البلاد وخارجها.
واندلعت الحرب، بسبب خطة لدمج الجيش والقوات شبه العسكرية في ظل عملية انتقالية كان من المفترض أن تؤدي لانتخابات حرة، بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد لفترة طويلة في عام 2019، فيما فشلت جهود الوساطة في وقف الأعمال القتالية. ولا توجد بيانات دقيقة عن عدد القتلى، لكن تقديرات تشير إلى أن الأرقام تصل إلى عشرات الآلاف.
قصص مروعة
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن في المخيمات ومواقع التجمع التي لجأ إليها اللاجئون والنازحون بحثًا عن الأمان، روى المرضى قصصًا مروعة عن المعاملة اللاإنسانية والعنف الذي ترتكبه الجماعات المسلحة ضد المدنيين. وأضافت أن الروايات تصف حالات ممنهجة من الإخلاء القسري والنهب والحرق العمد.
ودعت المنظمة الطرفين المتحاربين إلى وقف الهجمات على المناطق السكنية، والسماح بالمرور الآمن وحماية البنية التحتية من المزيد من الدمار والنهب، وحثتهما على وقف ما قالت إنها أشكال مستهدفة من العنف والانتهاكات، منها العنف العرقي والجنسي.
يذكر أن آخر إحصاءات الأمم المتحدة بشأن الأزمة التي يعيشها السودان، تشير إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدة فورية منهم 18 مليونًا يواجهون مخاطر انعدام الأمن الغذائي. أما القادرون على تأمين وجبة غذائية واحدة فلا تتجاوز نسبتهم 5% من السكان.