أكد الطبيب اليهودي الأميركي مارك بيرلموتر العائد من غزة، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل عمدًا أطفالًا بنيران قنّاصته خلال حربه المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكشف بيرلموتر في حديث لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، أنّه "لم يُشاهد في حياته أطفالًا مقطّعين ومُصابين كما شهد" في قطاع غزة.
وبيرلموتر هو جرّاح عظام من ولاية كارولينا الشمالية ونائب رئيس كلية الجراحين الدولية، تطوّع للعمل في غزة من نهاية أبريل/ نيسان وحتى النصف الأول من مايو/ أيار الماضيين.
"مذبحة أطفال"
وفي وصفه لما يجري في قطاع غزة، قال الطبيب: "كل الكوارث التي رأيتها مجتمعة، لا تُعادل مستوى المذبحة التي رأيتها ضد المدنيين خلال أسبوعي الأول في غزة"، مضيفًا أنّ غالبية الضحايا المدنيين هم من الأطفال.
وقال: "لقد رأيت عددًا أكبر من الأطفال المحترقين مما رأيته في حياتي كلها مجتمعة. لقد رأيت أطفالًا ممزّقين، وأجزاء مفقودة من أجسادهم جراء سحقهم تحت المباني المدمّرة، أو من الانفجارات".
وأوضح أنّه أخرج شظايا بحجم إبهامه من أطفال في الثامنة من العمر، مضيفًا أنّ أطفالًا أُصيبوا بأكثر من رصاصة واحدة من القنّاصة حتى الموت.
وأكد أنّه يملك صورًا توثّق حالات الاستهداف الممنهج للأطفال والتي تُثبت ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب بحقّ الأطفال.
استهداف متعمّد
وذكرت الشبكة أنّ أكثر من 20 طبيبًا في غزة أبلغوا عن إصابات ناجمة عن طلقات نارية أصابت أطفالًا.
ونقلت عن أحد الأطباء الأميركيين لم تسمّه، قوله إنّه قام بمراجعة الأشعة المقطعية للتأكد مما رآه لأنّه "لم يكن يعتقد أنّ هذا العدد الكبير من الأطفال الذين دخلوا إلى مستشفى واحد قد يكونوا مصابين بطلقات نارية في الرأس".
وأشارت الشبكة إلى أنّ بعض عمليات استهداف الأطفال قد صُوّرت بالفيديو.
وقال طبيب تخدير مقيم في فيرجينيا للشبكة، إنّه خلال الأسبوعين اللذين قضاهما في غزة، رأى 30 طفلًا على الأقل مصابين بطلقات نارية.
وأكد أحد الأطباء المقيمين في شيكاغو للشبكة أنّ "استهداف الاحتلال للأطفال كان متعمّدًا".
وفي مارس/ آذار الماضي، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّه وثّق إعدام جيش الاحتلال 13 طفلًا فلسطينيًا بإطلاق نار مباشر في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في غزة، ما يُشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سياق الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع.
وذكر المرصد أنّ الأطفال يُشكّلون أكثر من ثلث الشهداء في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث تُشير إحصائياته إلى استشهاد 14405 أطفال من أصل 40156 شهيدًا في قطاع غزة.
