يشهد محيط مستشفى طولكرم الحكومي شمالي الضفة الغربية المحتلة حالة من الهدوء، بعد انسحاب أجهزة الأمن الفلسطينية من محيطه، وتمكّن المواطنين من إخراج قائد كتيبة طولكرم محمد جابر الملقب بـ"أبو شجاع" من المستشفى، حسبما أفاد مراسل التلفزيون العربي اليوم الجمعة.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أقدمت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على حصار قائد كتيبة طولكرم أبو شجاع في المستشفى بعد أن وصل مصابًا في يده.
أهالي طولكرم يحررون القيادي أبو شجاع
وفي التفاصيل، أوضح مراسلنا عميد شحادة من طولكرم، أن مناوشات حصلت بين المواطنين وأجهزة الأمن الفلسطينية بعد وصول قائد كتيبة طولكرم إلى المستشفى مصابًا في يده نتيجة انفجار قنبلة محلية الصنع، بحسب ما أفادت المصادر المحلية.
وكانت الأجهزة الأمنية قد وصلت بعد مجيء جريح إلى المستشفى، وقامت بمحاصرته. وقد صدرت دعوات للنفير العام في مخيم نور شمس ومخيم طولكرم، لمنع اعتقال قائد كتيبة طولكرم أبو شجاع، وتوافَد الأهالي إلى المستشفى.
وبعد مناوشات استمرت لفترة قصيرة مع أجهزة الأمن الفلسطينية، انسحبت هذه الأخيرة دون أن تعتقل قائد كتيبة طولكرم، الذي تمكن من الخروج بعد ذلك من المستشفى، بحسب مراسلنا.
وفيما أشار إلى أن شبانًا قطعوا الطرق المؤدية إلى مدينة طولكرم، لفت مراسلنا إلى أن هذه الأخيرة ومخيماتها تحديدًا مخيمَي طولكرم ونور شمس، كانت قد شهدت حالة من الاستنفار ودعوات لمنع اعتقال قائد كتيبة طولكرم، الذي خرج من المستشفى بعد انسحاب أجهزة الأمن من المنطقة.
وخلال هذه الأحداث التي جرت في مدينة طولكرم، اندلعت اشتباكات مسلحة، حيث استهدف مقاتلون فلسطينيون مقر المقاطعة التابع للسلطة الفلسطينية بالرصاص.
والأمر نفسه حصل في جنين، حيث تم استهداف مقر المقاطعة في المدينة بالرصاص.
من هو أبو شجاع؟
ينتمي أبو شجاع لعائلة فلسطينية هجّرها الاحتلال من مدينة حيفا في نكبة عام 1948، واستقرت بمخيم نور شمس.
وُلد الشاب الأوسط بين 5 أشقاء، ونشأ وترعرع في المخيم وتعلم في مدارسه، لكنه لم يكمل دراسته لظروف قاهرة، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.
وتعرّض أبو شجاع لمحاولات اغتيال متعددة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان أبرزها في أبريل/ نيسان الماضي، حين خرج محمولًا على الأكتاف خلال تشييع جثامين شهداء في مخيم نور الشمس شرقي طولكرم، وذلك بعد أيام من إعلان اغتياله في اجتياح إسرائيلي واسع للمخيم امتد لأكثر من 50 ساعة، واستشهد فيه 14 فلسطينيًا.
وتعرض أبو شجاع للاعتقال في سجون الاحتلال منذ أن كان في الـ17، ثم اعتقل مرتين قضى بموجبهما نحو 5 سنوات في سجون الاحتلال، إلى جانب اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية مرتين. واستشهد شقيقه الأصغر محمود خلال اقتحام الاحتلال للمخيم.
ولمع اسم أبو شجاع كأحد أبرز المؤسسين لـ”كتيبة طولكرم-سرايا القدس”. مع استشهاد المقاوم سيف أبو لبدة من مخيم نور شمس، الذي تزعّم الكتيبة في بداية نشوئها، أسوة بكتائب المقاومة المنطلقة خلال الأعوام الماضية في الضفة الغربية، تولى أبو شجاع قيادتها وتطويرها.
ووصف الإعلام الإسرائيلي أبو شجاع بأنه "من كبار المطلوبين لإسرائيل"، وأنه "شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية"، حسبما أورد المركز الفلسطيني للإعلام.
وعلى صعيد ردود الفعل، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن سلوك الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين واعتقالهم ومصادرة سلاحهم، والتي كان آخرها اليوم في محافظة طولكرم من محاصرة المجاهد محمد جابر أبو شجاع داخل مستشفى ثابت ثابت حيث يتلقى العلاج، وصل إلى أخطر مراحله.
وأكدت الحركة في بيان، أنه يجب "على الكل الوطني الفلسطيني أن يتداعى إلى استنكار هذه السلوكيات وإدانتها والعمل بحزم لوقفها".
وأشادت حماس بالوعي الجماهيري العالي والاستجابة السريعة من جماهير طولكرم لمنع اعتقال المجاهد أبو شجاع وفك الحصار عنه، مجددة التأكيد في الوقت ذاته ومطالبة قيادة السلطة بلجم الأجهزة الأمنية عن ملاحقة المقاومة والمطاردين للاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة.
