الخميس 21 نوفمبر / November 2024

بعد سحب سفيرها من باريس.. الجزائر تتوعد فرنسا بإجراءات إضافية

بعد سحب سفيرها من باريس.. الجزائر تتوعد فرنسا بإجراءات إضافية

شارك القصة

الجزائر تندد بموقف فرنسا من أزمة إقليم الصحراء - غيتي
الجزائر تندد بموقف فرنسا من أزمة إقليم الصحراء - غيتي
أكدت الجزائر أنّ استدعاء سفيرها من باريس خطوة أولى ستليها خطوات احتجاجية أخرى ضدّ فرنسا، ردًّا على موقفها الداعم لخطة "الحكم الذاتي" في إقليم الصحراء.

أعلن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أمس الأربعاء أنّ بلاده ستتّخذ إجراءات إضافية ضدّ فرنسا، ردًّا على موقف باريس الداعم لخطة المغرب "للحكم الذاتي" في إقليم الصحراء.

بدوره، أشاد ملك المغرب محمد السادس يوم أمس بدعم فرنسا مقترح الرباط في إقليم الصحراء المتنازع عليه منذ عقود بين المملكة وجبهة البوليساريو.

التنديد الجزائري

في التفاصيل، فقد قال وزير الخارجية الجزائري خلال مؤتمر صحافي في الجزائر العاصمة: "سنقوم بالخطوات اللازمة التي سنعبّر من خلالها عن رفضنا لإقدام فرنسا على خطوة خطيرة على المنطقة والجهود التي تبذل خصيصًا في هذا الظرف لإيجاد حلّ سلمي وسياسي لقضية الصحراء الغربية".

وأضاف عطاف أنّ قرار الجزائر استدعاء سفيرها من باريس للتشاور ليس سوى خطوة أولى ستليها خطوات احتجاجية أخرى، وأوضح أن "هذا ليس مجرد استدعاء سفير للتشاور، هذا تخفيض لمستوى التمثيل الدبلوماسي. إنّها خطوة مهمّة للتعبير عن إدانتنا واستنكارنا" لموقف باريس.

وتابع أنّ "سحب السفير خطوة أولى ستليها خطوات أخرى" لم يكشف عنها.

وبحسب الوزير الجزائري فإنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أبلغ نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون على هامش قمة مجموعة السبع في يونيو/ حزيران بإيطاليا، بالقرار الذي تعتزم باريس اتّخاذه.

وأكّد عطّاف أن ردّ الرئيس الجزائري على نظيره الفرنسي كان "صارمًا وحازمًا ودقيقًا"، محذّرًا من أنّ مثل هكذا خطوة "لن تسهم في إحياء المسار السياسي وإنما ستغذّي الانسداد الذي أدخلت فيه خطة الحكم الذاتي القضية الصحراوية منذ أكثر من 17 سنة".

وبحسب الوزير الجزائري فإنّ "هذه الخطوة التي تدّعي باريس أنّها ترمي إلى إحياء المسار السياسي لتسوية النزاع في الصحراء الغربية، تسهم على النقيض من ذلك في تكريس حالة الجمود التي تعاني منها العملية السياسية منذ ما يقرب العقدين من الزمن".

الموقف الفرنسي

ويأتي موقف الجزائر، بعدما أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ المقترح المغربي "يشكّل، من الآن فصاعدًا الأساس الوحيد للتوصّل إلى حلّ سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي".

وكان مقرّرًا أن يزور تبّون فرنسا في سبتمبر/ أيلول، لكنّ عطّاف لمّح إلى أنّ هذه الزيارة قد لا تتمّ بسبب موقف ماكرون.

وأعلنت الجزائر يوم الثلاثاء، سحب سفيرها لدى باريس "بأثر فوري" على أن يتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا من الآن فصاعدًا قائم بالأعمال"، وفق وزارة الخارجية.

وكشف وزير الخارجية الجزائري أنه "سيتمّ استنتاج كل ما يجب استنتاجه في إطار تحضير الردّ على الخطوة التي أقدمت عليها فرنسا"، وأنه "لا شك أنّ زيارة الدولة التي كانت مبرمجة ستدخل في إطار هذه الاستنتاجات ولا أفاجئ إن قلت إن الخطوة الفرنسية لم تسهم إيجابًا في تحقيق هذه الزيارة".

أما الصحراء المتنازع عليها فهي مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% من مساحتها ويقترح خطة حكم ذاتي لها تحت سيادته، فيما تدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة، وهذا الطرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم‪ .

وتعتبر الأمم المتحدة هذه المنطقة التي تحتوي على ثروات سمكية واحتياطات كبيرة من الفوسفات، من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

إشادة المغرب

بدوره، أشاد ملك المغرب محمد السادس أمس الأربعاء بدعم فرنسا مقترح الرباط لـ"الحكم الذاتي" في إقليم الصحراء المتنازع عليه منذ عقود بين المملكة وجبهة البوليساريو.

وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن ملك المغرب بعث برسالة خطية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على إثر "إعلان فرنسا دعمها الرسمي لسيادة المملكة على صحرائها".

وفي الرسالة، أشاد ملك المغرب بـ"الدعم الفرنسي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل لهذا النزاع الإقليمي، وبالتالي تكريس المخطط الذي تقدم به المغرب منذ 2007، كأساس وحيد لتحقيق ذلك".

واعتبر الملك أن "هذا الموقف سيمّكن البلدين من العمل معًا للتوصل إلى حل يحترم بالكامل، في إطار قرارات الأمم المتحدة، سيادة المغرب على صحرائه"، بحسب الرسالة.

كما دعا العاهل المغربي الرئيس الفرنسي إلى زيارة المملكة "في إطار زيارة دولة يتم تحديد تاريخها عبر القنوات الدبلوماسية".

ووفق الرسالة، فإن "فرنسا تساهم، من خلال موقفها، في تعزيز الدينامية الدولية التي تدعمها العديد من البلدان، لوضع حد لنزاع موروث من حقبة أخرى (الاستعمار)".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close