انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن توقّع خبراء مزعومين حدوث مدّ بحريّ في البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل المغرب.
تزامن ذلك، مع نشر صفحات على تلك المواقع مقطع فيديو زائف، قيل إنّه يوثّق مشاهد حديثة لتسونامي في شاطئ بمدينة الدار البيضاء المغربيّة.
إلا أن الادّعاء مضلّل، فالفيديو يعود لمدّ بحري حدث قبل أربع سنوات ولم يخلّف سوى أضرار مادية، حيث يظهر في الفيديو مشهد لأمواج ترتفع لتصل لليابسة.
حقيقة فيديو لمد بحري قبالة سواحل المغرب
اللافت أن الفيديو حظي بأكثر من ألف مشاركة من صفحة واحدة، تزامنًا مع تداول منشورات تحدّثت عن توقّع خبراء مزعومين تشكّل موجات مدّ بحريّ، وأخرى تتضمّن صورًا لتربة متشققة أو شاطئ متآكل مع عبارات "الأرض تتحضّر لشيء ما".
وسبق لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة "فرانس برس"، أن أصدرت تقريرًا تفنّد فيه المزاعم التي تربط تراجع مياه السواحل مع حدوث مدّ بحري.
لكن أيّ مدّ بحري لم يُسجّل في أيّ من شواطئ المغرب في الأيام الأخيرة.
ونقلت فرانس برس عن صحافيين يتبعون لها في الرباط، قولهم إن مشاهد الفيديو قد تكون من مدّ بحري حدث في شاطئ عين الذئاب بالدار البيضاء قبل سنوات.
فيديو قديم
إثر ذلك، مكّن البحث عن الفيديو باستعمال كلمات مفتاحية مثل "تسونامي عين الدياب" من العثور عليه منشورًا بالفعل على يوتيوب بتاريخ 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ما ينفي أن يكون حديثًا مثلما روّجت له صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الفيديو الذي يُظهر معالم واضحة من الشاطئ - بخلاف الفيديو المتداول الذي تعمّد المروّجون قلب مشاهده - يمكن التعرف بسهولة على اللافتة الظاهرة فيه، وهي لمدرسة تعليم ركوب الأمواج Tahiti surf school الواقعة في شاطئ عين الدياب في الدار البيضاء.
وآنذاك، صوّرت وسائل إعلام محليّة حجم الخسائر التي تسبّب بها مدّ بحري وصلت أمواجه لفضاءات المقاهي والمطاعم الممتدة على الساحل.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يشهد فيها هذا الشاطئ ارتفاع أمواج مماثلا، فقد سبق لوسائل الإعلام المغربيّة أن صوّرت مشاهد لمخلفات مدّ بحري حدث عام 2014.
