الأربعاء 18 Sep / September 2024

تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على بيانات من إنتاجه.. أي نتيجة متوقعة؟

تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على بيانات من إنتاجه.. أي نتيجة متوقعة؟

شارك القصة

تهدد شبكة الإنترنت المليئة بمحتوى مُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي ونماذج تحوّلت إلى "مجنونة" مستقبل مجال الذكاء الاصطناعي - رويترز
تهدد شبكة الإنترنت المليئة بمحتوى مُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي ونماذج تحوّلت إلى "مجنونة" مستقبل مجال الذكاء الاصطناعي - رويترز
تستخدم شركات الذكاء الاصطناعي في مرات كثيرة "بيانات اصطناعية" لتدريب برامجها، بسبب سهولة الحصول عليها ووفرتها وتكلفتها المنخفضة.

يتناول عدد كبير من الدراسات العلمية مشكلة إخضاع نماذج الذكاء الاصطناعي لتدريب متكرر باستخدام بيانات مُنتَجة أصلًا بهذه التقنية، ما سيؤدي لعرض محتويات متضاربة بصورة متزايدة.

وتحتاج النماذج القائمة على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل برنامج "تشات جي بي تي"، والتي تتيح إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناءً على طلب بسيط بلغة يومية، إلى التدريب من خلال كميات هائلة من البيانات.

وغالبًا ما يتم الحصول على هذه البيانات من شبكة الإنترنت، التي تنتشر فيها كميات متزايدة من الصور والنصوص المُنَتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويؤدي هذا الوضع الذي يوصف بعبارة "الالتهام الذاتي"، إذ يتغذى الذكاء الاصطناعي على نفسه، إلى انهيار النماذج فتصبح الأدوات مُنتجة لمعلومات غير منطقية حتى تصل إلى نتائج لا معنى لها، على ما توصّلت إليه مقالة نُشرت في مجلة "نيتشر" العلمية في نهاية يوليو/ تموز.

ومع استخدام هذا النوع من البيانات، الذي يُطلق عليه تسمية "بيانات اصطناعية"، لأنّه مُنتَج بواسطة آلات، يقل غنى العيّنة التي تستمد منها نماذج الذكاء الاصطناعي معطياتها لتوفير إجاباتها.

فالوضع مشابه لإنشاء نسخة من صورة بتقنية المسح الضوئي ثم طباعتها. ومع تكرار النسخ والطباعة، ستفقد النتيجة جودتها حتى تصبح في النهاية غير مقروءة.

الذكاء الاصطناعي وجنون البقر

وتوصّل باحثون من جامعتَي "رايس" و"ستانفورد" الأميركيتين إلى النتيجة نفسها بعد دراسة نماذج الذكاء الاصطناعي، التي تولّد الصور، مثل "ميدجورني" و"دال-اي" و"ستيبل ديفيوجن".

وأظهر الباحثون أنّ الصور المُنتَجة أصبحت مليئة بعناصر غير متطابقة كلّما أضافوا بيانات "مُنتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي" إلى النموذج، وشبّهوا هذه الظاهرة بمرض "جنون البقر".

فهذا الوباء الذي ظهر في المملكة المتحدة، يعود مصدره إلى استخدام العلف الحيواني الذي يتم الحصول عليه من أجزاء غير مأكولة من جيف أبقار وحيوانات تحمل الفيروس، لتغذية المواشي.

وتستخدم شركات الذكاء الاصطناعي في مرات كثيرة "بيانات اصطناعية" لتدريب برامجها، بسبب سهولة الحصول عليها ووفرتها وتكلفتها المنخفضة مقارنة ببيانات ابتكرها البشر.

وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، يقول الباحث المتخصص في التقنيات الجديدة لدى جامعة موناش في أستراليا جاثان سادوفسكي، إنّ "مصادر البيانات البشرية غير المستغلة وعالية الجودة والقابلة للقراءة آليًا تصير أكثر ندرة".

ويقول ريتشارد بارانيوك، أحد معدّي المقالة المنشورة في "نيتشر"، في بيان: "في حال لم تتم مراقبة الوضع على مرّ أجيال عدة، فسنكون أمام نتيجة كارثية تتمثل في متلازمة انهيار نماذج ستؤثر سلبًا على جودة البيانات في الإنترنت وتنوّعها".

وكما أنّ أزمة جنون البقر أثرت بشكل كبير على مجال إنتاج اللحوم في تسعينيات القرن العشرين، فقد تهدد شبكة الإنترنت المليئة بمحتوى مُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي ونماذج تحوّلت إلى "مجنونة"، مستقبل مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشهد ازدهارًا كبيرًا وتبلغ قيمته مليارات الدولارات، بحسب هؤلاء العلماء.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close