أكد القيادي في حركة حماس محمود المرداوي الثلاثاء أن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة جاء بالإجماع، لتكون الرسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت حركة حماس، اختيار السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران.
والأربعاء الماضي، أعلنت حماس وإيران أن هنية اغتيل بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، وتوعدتا بالرد على عملية الاغتيال، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع في المنطقة.
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال المرداوي: إن إجماع حماس على اختيار السنوار يؤكد على أنها حركة راسخة، وهويتها المقاومة، وأهدافها تحرير فلسطين مهما بلغت التضحيات، مشددًا على أنها ماضية في طريقها.
وأضاف القيادي في حركة حماس أن اختيار السنوار له سمات ورسائل واضحة منها وصريحة.
رسائل حماس وراء اختيار يحيى السنوار
من جهته، أكد القيادي في حماس أسامة حمدان أن الرسالة الأهم في اختيار يحيى السنوار تتمثل في أن الحركة تقف موحدة خلف قيادتها.
وقال في حديث إلى التلفزيون العربي إن "الرسالة لأعدائنا من اختيار السنوار أن اغتيال القادة لن يحدث فوضى بالحركة".
وأشار إلى أن السنوار قائد للحركة الآن ويتخذ مع القيادة جملة القرارات الإستراتيجية، مشددًا على أنه "شريك في مسار المفاوضات واختياره رئيسا تأكيد لثوابت الحركة".
حمدان أوضح أن معرفة السنوار الدقيقة بالاحتلال ستعزز الموقع التفاوضي في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن "الحركة ستمضي قدمًا في مسار الدفاع عن الشعب الفلسطيني والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية".
"صفعة بوجه الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية"
بدوره، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي شادي شرف أن اختيار السنوار يشكل "صفعة جديدة بوجه الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد صفعة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى".
وشرح في حديث إلى التلفزيون العربي أن السيناريوهات الإسرائيلية لخليفة إسماعيل هنية لم تلحظ اسم السنوار.
واعتبر أن هذا الاختيار يشكل تحديًا للمنظومة الأمنية ولكل الضربات العسكرية وحرب الإبادة التي تشن على غزة، لافتًا إلى أن تعيين السنوار يؤكد أن وجهة حماس ما زالت نحو المقاومة والتمسك بهذا الخيار لأن السنوار هو من يقود المفاوضات والعقل المدبر لهجوم طوفان الأقصى.
وذكّر بأن السنوار يحظى بشعبية واسعة ليس فقط لدى حماس بل أيضًا لدى فصائل عديدة موجودة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه استطاع إعادة بلورة وصياغة العلاقات مع جميع الفصائل بطريقة كانت مقبولة جدًا مقارنة بالفترات السابقة.
السنوار من معتقلات إسرائيل إلى رئيس المكتب السياسي لحماس
وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحماس، انتُخب السنوار رئيسًا للحركة في قطاع غزة عام 2017، ومرة أخرى عام 2021.
وتعتبر إسرائيل السنوار مهندس عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف حربها الحالية على غزة التي أسمتها "السيوف الحديدية".
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة لعائلة لاجئة تعود أصولها إلى مدينة المجدل.
تلقى تعليمه الجامعي بالجامعة الإسلامية في غزة حيث تخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
وكان ليحيى السنوار نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوًا فاعلًا في الكتلة الإسلامية.
وساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في "حماس" بعد تأسيسها عام 1987.
وفي عام 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.
كما اعتقلت إسرائيل السنوار في 20 يناير/ كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عامًا، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".
وقضى السنوار 23 عامًا متواصلة داخل السجون الإسرائيلية حتى أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم "صفقة شاليط".
وعقب خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري "كتائب القسام".
وأدرجت الولايات المتحدة السنوار في لائحة "الإرهابيين الدوليين" في سبتمبر/ أيلول عام 2015.