السبت 14 Sep / September 2024

حالة صحية نادرة وصعبة.. ما هي حساسية الشمس؟

حالة صحية نادرة وصعبة.. ما هي حساسية الشمس؟
الخميس 15 أغسطس 2024

شارك القصة

هناك أنواع مختلفة من حساسية الشمس، ولكلّ منها أسبابه ومحفّزاته وأعراضه المختلفة
هناك أنواع مختلفة من حساسية الشمس، ولكلّ منها أسبابه ومحفّزاته وأعراضه المختلفة - غيتي

حساسية الشمس وتسمّى أحيانًا حساسية الضوء، هي حالة صحية نادرة تحدث عندما يكون الجلد شديد الحساسية للأشعة فوق البنفسجية، التي تنبعث من الشمس بشكل طبيعي أو من أجهزة التسمير.

وعندما يقضي المصاب بحساسية الشمس وقتًا تحت الأشعة فوق البنفسجية، يُطلق الجهاز المناعي مواد كيميائية التهابية (مثل الهيستامين) لحماية الجسم، ما يؤدي إلى التهاب الجلد والطفح الجلدي وأعراض حساسية الشمس التي تشمل طفحًا جلديًا مثيرًا للحكة أو مؤلمًا أو متقرّحًا. ويمكن أن يحدث هذا التفاعل خلال دقائق أو ساعات من التعرّض لأشعة الشمس، ويمكن أن تختلف شدته من الانزعاج الخفيف إلى تهيّج الجلد الشديد.

ويُقدّر عدد الأشخاص الذين يُعانون من حساسية الشمس بين 2 و18% حول العالم. وتتراوح أسباب الإصابة بحساسية الشمس بين العامل الوراثي، وبعض الأدوية، وحالات المناعة الذاتية الأساسية.

وعلى الرغم من أنّ العيش مع حساسية الشمس قد يكون أمرًا صعبًا، تتنوّع علاجاتها من تعديلات نمط الحياة إلى الأدوية، اعتمادًا على شدة حساسية الشمس ونوعها.

ما هي أنواع حساسية الشمس؟

وفقًا لموقع "هيلث" (health)، هناك أنواع مختلفة من حساسية الشمس، ولكلّ منها أسبابه ومحفّزاته وأعراضه المختلفة، اعتمادًا على شدة ونوع حساسية الشمس التي يعاني منها الشخص.

ففي حين أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من أعراض خفيفة فقط، قد يُصاب آخرون بردود فعل أكثر شدّة عند التعرّض لأشعة الشمس.

وتشمل الأنواع الأربعة الرئيسية لحساسية الشمس ما يلي:

1- طفح ضوئي متعدّد الأشكال (PMLE): هو النوع الأكثر شيوعًا من حساسية الشمس، ويؤثر بشكل رئيسي على الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. وفي غضون ساعات من التعرّض لأشعة الشمس، يتطوّر طفح جلدي مثير للحكة أو حارق مع نتوءات أو بثور حمراء واحمرار أو تقشّر الجلد، يستمر من عدة أيام إلى أسبوعين. ويحدث عادةً في الربيع أو أوائل الصيف، حيث يكون الجلد أقل تأقلمًا مع ضوء الشمس بعد الشتاء.

2- الشرى الشمسي: هو شكل نادر من حساسية الشمس يُسبّب كدمات مرتفعة ومثيرة للحكة، تظهر على الجلد خلال دقائق من التعرّض لأشعة الشمس، بالتزامن مع حكة أو حرقة على الجلد المصاب، مع احمرار وتورّم في المناطق المكشوفة، وعادة ما تختفي خلال 24 ساعة. ويحدث الشرى الشمسي غالبًا بسبب الاستجابة المناعية غير الطبيعية للأشعة فوق البنفسجية.

3- ردّ الفعل التحسّسي الضوئي: يحدث هذا النوع من حساسية الشمس عندما تتفاعل مكوّنات بعض الأدوية أو مستحضرات التجميل مع الأشعة فوق البنفسجية، ما يتسبّب في المبالغة في ردّ فعل الجهاز المناعي. ونتيجة لذلك، يُمكن أن يُصاب الشخص بطفح جلدي مثير للحكّة مع نتوءات حمراء أو بثور متقرّحة وتُسبّب تورمًا وألمًا في الجلد المصاب. ويتطوّر الطفح عادة خلال يوم إلى ثلاثة أيام بعد التعرّض لأشعة الشمس.

4- الحكاك السفعي: الحكاك السفعي هو حساسية نادرة وراثية للشمس، تُسبّب آفات جلدية مثيرة للحكة أو نتوءات أو متقشّرة بعد التعرّض لأشعة الشمس. وتبدأ هذه الحالة المزمنة غالبًا في مرحلة الطفولة قبل سن العاشرة.

كيف يتمّ تشخيص حساسية الشمس؟

لتشخيص حساسية الشمس، يقوم الطبيب بمراجعة تاريخ المريض الطبي الشخصي والعائلي بدقة، وإجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية:

  • الاختبار الضوئي: يتضمن ذلك تعريض مناطق صغيرة من الجلد لكميات محددة من الأشعة فوق البنفسجية لمراقبة أي تفاعلات حساسية. ويساعد هذا الاختبار في تحديد طول الموجة المحدّدة للضوء (UVA أو UVB) الذي يسبب رد فعل تحسّسيًا.
  • اختبار البقعة: يساعد هذا الاختبار في تحديد تفاعلات الحساسية الضوئية. يقوم الطبيب بوضع كميات صغيرة من مسبّبات الحساسية المحتملة (مثل الأدوية أو مواد معينة موجودة في مستحضرات التجميل) على اللاصقات ووضعها على الجلد. ثمّ يقوم بتعريض اللاصقات للأشعة فوق البنفسجية ويطلب منك العودة لاحقًا، لفحص البشرة بحثًا عن ردود فعل تحسسية تجاه المواد التي وضعها على اللاصقات.
  • اختبارات الدم: يُرسل الطبيب عينة من الدم إلى المختبر لاستبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب حساسية الشمس، مثل مرض الذئبة.
  • خزعة الجلد: يأخذ الطبيب عينة صغيرة من الجلد، ويرسلها إلى أخصائي علم الأمراض لفحصها تحت المجهر، ما يُساعد على استبعاد الأمراض الجلدية الأخرى مثل السرطان، التي قد تنتج أعراضًا مشابهة لحساسية الشمس.

كيف يُمكن معالجة حساسية الشمس؟

على الرغم من عدم وجود علاج لمعظم أنواع حساسية الشمس، إلا أنّ العلاجات يُمكن أن تُساعد في تخفيف الأعراض وتقليل تكرار ردود الفعل التحسسية وتحسين نوعية حياة المريض. وتختلف خيارات العلاج بناءً على نوع حساسية الشمس وشدة الأعراض. ويُمكن للطبيب أن يوصي بمجموعة من تغييرات نمط الحياة والأدوية والعلاجات.

1- تغيير في نمط الحياة

تُساعد التعديلات على نمط حياة المريض في إدارة حساسية الشمس.

وقد يشمل ذلك:

  • تجنب أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة من اليوم (عادة بين الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً).
  • ارتداء الملابس الواقية، مثل القبعات واسعة الحواف، والأكمام الطويلة، والنظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية.
  • تطبيق واقي الشمس مع عامل الحماية من الشمس (SPF) على الجلد المكشوف.
  • تحديد وتجنّب مواد معينة (الأدوية أو مستحضرات التجميل) التي تسبب الحساسية عند التعرض لأشعة الشمس.
2- الأدوية الموضعية

بالنسبة لحساسية الشمس الخفيفة، قد يُوصي الطبيب باستخدام كريمات أو مراهم الهيدروكورتيزون المتاحة دون وصفة طبية والتي يُمكن تطبيقها مباشرة على الجلد.

ويمكن أن تُساعد هذه الأدوية الموضعية في تخفيف الحكة والالتهاب بعد ردّ الفعل التحسسي. وفي بعض الحالات، قد يختار مقدم الخدمة وصف كريمات كورتيكوستيرويد أقوى لتفاعلات أكثر شدة.

3- الأدوية عن طريق الفم

قد يصف الطبيب أدوية عن طريق الفم (تُؤخذ عن طريق الفم) لعلاج حساسية الشمس الشديدة لمساعدة المريض على إدارة الأعراض ومنع ردود الفعل التحسسية في المستقبل.

وقد تشمل هذه الأدوية: مضادات الهيستامين لتقليل الحكة والحساسية، والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) للمساعدة في تخفيف الألم والالتهابات، والأجسام المضادة أحادية النسيلة، والتي تمنع استجابة الجسم لأشعة الشمس لتقليل ردود الفعل التحسسية.

4- العلاج بالضوء

يتضمّن العلاج بالضوء التعرّض التدريجي المتحكّم به للأشعة فوق البنفسجية التي قد تُساعد في إزالة حساسية الجلد تجاه التعرّض لأشعة الشمس وتقليل ردود الفعل تجاه أشعة الشمس. والعلاج بالضوء هو أسلوب علاج شائع للطفح الضوئي متعدّد الأشكال.

كيف يُمكن تجنّب الإصابة بحساسية الشمس؟

على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة للوقاية من معظم أنواع حساسية الشمس، إلا أن هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تقليل تكرار وشدة ردود الفعل التحسسية تجاه ضوء الشمس، مثل:

  • تطبيق واقي الشمس مع عامل حماية من الشمس (SPF) عالي قبل التعرض لأشعة الشمس.
  • الحذر في استخدام الأدوية أو مستحضرات التجميل، لأنّ بعضها يمكن أن يزيد من حساسية للشمس
  • إعادة تطبيق واقي الشمس طوال اليوم، خاصة خلال السباحة أو ممارسة الرياضة في الخارج.
  • الجلوس في الظل خلال ساعات ذروة ضوء الشمس.
  • عدم الخروج من المنزل في الأيام الحارة.
  • ارتداء الملابس الواقية والنظارات الشمسية والقبعات عندما تكون في الخارج.

عوامل مؤثرة أخرى

قد تزيد عوامل معينة من خطر الإصابة بحساسية الشمس. وتشمل:

  • التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما): وهي حالة جلدية مزمنة تُسبّب حكة والتهابًا في الجلد. في حين أن التعرّض لأشعة الشمس قد يساعد في إزالة الأكزيما لدى بعض الأشخاص، فقد أظهرت الأبحاث أن البعض قد يعانون من أعراض أسوأ بعد التعرض لأشعة الشمس.
  • الصدفية: هي حالة جلدية مزمنة تُنتج تراكمًا سريعًا لخلايا الجلد، ما يؤدي إلى ظهور بقع حمراء متقشّرة يمكن أن تسبب الحكة والألم. وفي حين أن الصدفية لا ترتبط مباشرة بحساسية الشمس، فإن بعض الأشخاص المصابين بالصدفية قد يعانون من أعراض أسوأ عند تعرّضهم لأشعة الشمس.
  • داء الذئبة: هو مرض مناعي ذاتي يُؤثر على أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك الجلد. قد يُعاني بعض الأشخاص المصابين بداء الذئبة من حساسية للضوء، حيث يُمكن أن يُؤدي التعرّض لأشعة الشمس إلى ظهور طفح جلدي وتفاقم المرض.
المصادر:
ترجمات
Close