اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال، وذلك في ذكرى ما يزعم أنه "خراب الهيكل".
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد عدد المقتحمين بأكثر من 1800 مستوطن إسرائيلي، قبل أن يلتحق بهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وتعرّض فريق التلفزيون العربي للمضايقة لمنع كاميرته من البثّ، فيما أفادت مراسلتنا من القدس المحتلة كريستين ريناوي، بأن الاقتحامات لا تزال متواصلة، ويؤدي خلالها مستوطنون طقوسًا تلمودية، أمام باب المجلس وهو أحد أبواب الأقصى، بينما تمنع شرطة الاحتلال دخول الشبان الفلسطينيين إلى باحة المسجد، وتقوم بالتضييق على المصلّين في داخله.
وقد اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين، أن اقتحامات المستوطنين - وعلى رأسهم بن غفير - للأقصى تصعيد للحرب الدينية وعدوان سيقابل برد قوي.
استفزاز لمشاعر المقدسيين
وقالت ريناوي إن الإقتحامات بدأت منذ الساعة السابعة من صباح اليوم، ويتوقع أن تتجدد في الساعات القادمة، في استفزاز واضح لمشاعر المقدسيين والمصلين بشكل خاص.
إلى ذلك، أشارت مراسلة التلفزيون العربي، إلى أن جيش الاحتلال فرض طوقًا أمنيًا على البلدة القديمة في القدس، وسط عمليات تفتيش كثيفة، وحواجز ومتاريس حديدية، فيما دخل المستوطنون حفاة الأقدام، بمشاركة تنظيم "شبية التلال" الذين اشتهروا باقتحامهم بلدات الضفة الغربية، وقيامهم بحرق منازل الفلسطينيين ورشق مركباتهم بالحجارة.
وتخلّل اقتحام المستوطنين، قيامهم بأداء رقصات صاخبة وبأصوات عالية، رافعين العلم الإسرائيلي عند باب المجلس، فيما منعت شرطة الاحتلال طاقم التلفزيون العربي من الوصول إلى باب السلسلة في المسجد، بعد تفتيشه.
وقالت ريناوي إن الاحتلال لا يريد أن تخرج الصور من الداخل.
ما هو "خراب الهيكل"؟
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية متشددة قد دعت أمس لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى لمناسبة ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، حيث تزداد أعداد المقتحمين بصورة ملحوظة في أيام المناسبات الدينية اليهودية.
وأمس الإثنين، نظم عشرات المستوطنين مسيرة أعلام إسرائيلية في محيط أسوار البلدة القديمة في القدس لهذه المناسبة، فيما اقتحم 411 مستوطنًا المسجد الأقصى، وسط حراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وترى الجماعات المتطرفة في هذه الذكرى "يومًا لتجديد العهد مع إزالة الأقصى من الوجود، وتأسيس الهيكل المزعوم، ولتحقيق قفزات عملية في سبيل ذلك، وتسعى خلاله إلى فرض أكبر عدد من المقتحمين في كل عام"، وفق وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا".