تجمّع مئات الإسرائيليين في ساحة باب العامود أحد أشهر أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية، وهم يلوّحون بالأعلام الإسرائيلية بمناسبة ذكرى احتلال المدينة عام 1967، في ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام".
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 4 فلسطينيين، بعدما اعتدى عليهم مشاركون في فعالية "مسيرة الأعلام".
وبالتزامن مع "مسيرة الأعلام"، اقتحم 1601 مستوطن المسجد الأقصى منذ ساعات صباح اليوم الأربعاء، في عدوان كبير بينهم أعضاء كنيست ومسؤولون إسرائيليون.
وأدى هؤلاء المستوطنون رقصات تلمودية استفزازية في باحات المسجد الأقصى المبارك وشارع مدينة القدس، بالتزامن مع اعتداءات نفّذتها شرطة الاحتلال بحق المواطنين المقدسيين والمصلين.
وأظهرت مقاطع فيديو بثّها نشطاء من داخل مدينة القدس المغلقة التي لا يسمح سوى لسكان البلدة القديمة بدخولها، اعتقال عدد من المواطنين من قبل شرطة الاحتلال بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
مسيرة الأعلام
كما اعتدى مستوطنون على الفلسطينيين القاطنين في طريق الواد وفي حارات القدس المختلفة، بالتزامن مع تحويل المدينة لثكنة عسكرية.
وتحت حراسة مشدّدة من الشرطة، انطلقت "مسيرة الاعلام الاستفزازية" عند الساعة الثانية ظهرًا من شارع يافا باتجاه القدس المحتلة، عبر عدة مسارات تمرّ من بابي العمود والخليل، وصولًا إلى المسجد الأقصى، فيما نظّم مستوطنون يقطنون في بؤر استعمارية في سلوان والطور مسيرات استفزازية، باتجاه حائط البراق.
وأقدم عدد من المستوطنين على الاعتداء على مراسل ومصوّر "العربي"، وحاولوا منعهما من التصوير في القدس المحتلة.
وتوافد المشاركون الذين ينتمون لليمين واليمين المتطرّف من القدس الغربية ومن أنحاء أخرى إلى ساحة باب العامود؛ وقاموا برقصات استفزازية في الساحة التي أخلتها شرطة الاحتلال من الفلسطينيين. كما هتف كثير منهم ومعظمهم من الشبان، قائلين: "شعب إسرائيل حي"، فيما وجّه بعضهم سُبابًا للعرب.
مسيرات استفزازية بمشاركة بن غفير
وقبل وصولهم إلى باب العامود، قام المستوطنون بمسيرات استفزازية في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة، تخلّلها اعتداءات على فلسطينيين.
كما اقتحم المستوطنون عدة مرات متاجر لفلسطينيين وقاموا بأعمال شغب، وردّدوا هتاف "الموت للعرب" وأغاني الكراهية والانتقام، فيما طالبت شرطة الاحتلال التجّار الفلسطينيين بإغلاق المحلات التجارية.
وأعلنت شرطة الاحتلال نشر 3 آلاف من عناصرها في القدس الشرقية لتأمين الحماية للمسيرة التي يُشارك فيها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزيرة الاتصالات من حزب "الليكود" ميري ريغيف.
وقال بن غفير خلال المسيرة: "القدس لنا وباب العامود لنا وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) لنا والنصر المطلق لنا".
في المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان، أنّ "عربدة المستوطنين في القدس تؤكد أنّ المدينة محور الصراع"، مشدّدة على أنّ "شعبنا لن يستكين حتى يرحل الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وتتزايد التوترات بشأن المسيرة هذا العام في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.