تنطلق اليوم الأربعاء في جنيف السويسرية محادثات بشأن وقف إطلاق النار في السودان، بوساطة من الولايات المتحدة المصمّمة على المضي قدمًا بها حتى في حال عدم مشاركة الجيش السوداني.
وتأتي هذه المحادثات بعدما باءت جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة بالسعودية، واستمرار النزاع العسكري الدموي في السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
غياب مشاركة الجيش السوداني
في التفاصيل، فقد دعت واشنطن نهاية يوليو/ تموز الفائت الطرفين السودانيين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا، في محاولة لوضع حدّ للحرب.
ويفترض أن تستمر جولة المحادثات التي ستجرى في سويسرا في مكان لم يحدد لدواع أمنية، لـ10 أيام على أبعد تقدير.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو: إن "قوات الدعم السريع أعلنت موافقتها غير المشروطة على المشاركة".
لكن السلطات السودانية التي يعد فيه قائد الجيش الحاكم الفعلي، عبّرت عن تحفّظها على الدعوة الأميركية لإجراء مفاوضات في جنيف، وعن اختلافها مع الولايات المتحدة في شأن المشاركين، ما يشير إلى أنها لن تشارك في محادثات جنيف.
وترغب واشنطن بإشراك الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين في المحادثات التي ترعاها مع السعودية وسويسرا، لكن حكومة السودان احتجّت على إشراك الإمارات، في حين تعتبر أميركا أن أبو ظبي والقاهرة يمكن أن تكونا "ضامنتين" لعدم بقاء أي اتفاق حبرًا على ورق.
إلى ذلك، تشكك سلطات السودان في جدوى إيجاد منصة محادثات غير تلك المعتمدة في جدة، بينما يشدّد بيرييلو على أن "هذه المحادثات هي امتداد" لتلك التي أجريت في جدة.
كما أشار المبعوث الأميركي إلى أن المحادثات "ستمضي قدمًا" بمشاركة الخرطوم أو بدونها، لكنه لفت إلى أنه في حال لم يحضر ممثلو الحكومة "سيتعذّر إجراء وساطة رسمية" وسيكون "تركيزنا منصبًّا على المسائل العملية".
انقسامات داخلية كبرى
وسبق أن جرت في جنيف جولة محادثات أولية بين الطرفين المتحاربين بوساطة مبعوث الأمم المتحدة الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة في يوليو/ تموز الماضي، وتمحورت حول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
ولدى إعلانه عن جولة المحادثات الجديدة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنها "تهدف إلى تحقيق وقف العنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها، ووضع آلية مراقبة وتحقّق قوية من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق".
وأشار بلينكن أيضًا، إلى أن المحادثات لن "تعالج قضايا سياسية أوسع نطاقًا".
واعتبر مسؤول منطقة القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية آلان بوزويل أن "استئناف المحادثات سيشكل تقدمًا، نظرًا إلى أن أي مفاوضات رسمية لم تجر منذ العام الماضي".
كذلك لفت بوزويل في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن مشاركة الجيش غير مرجّحة لأن معسكر البرهان "يواجه انقسامات داخلية كبرى" حول هذه القضية.
واعتبر أنه في حال لم يشارك ممثلو الجيش، فإنه سيتعين على الدبلوماسيين تعديل أهدافهم، لافتًا في المقابل إلى أن البرهان "سيواجه ضغوطًا خارجية متزايدة في حال اعتُبر العائق الرئيسي أمام وضع حد للحرب".