تشهد تونس حالة من السباق مع الزمن للتخلص من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في الأحياء السكنية بشكل غير مسبوق، حيث تحولت الظاهرة إلى خطر يداهم السكان ويهدد حياتهم، بعد تسجيل البلاد رقمًا قياسيًا في عدد الوفيات بفيروس داء الكلب.
وقد أطلق وفاة 9 تونسيين جراء إصابتهم بهذا المرض منذ بداية العام إنذارًا رسميًا وشعبيًا للبحث سريعًا عن الحلول.
داء الكلب فيروس مميت
وأكّدت وزارات الداخلية والصحة والفلاحة التونسية، في بلاغ مشترك، حالات الوفاة ودعت إلى الالتزام بعدد من الإجراءات الوقائية، وذلك في إطار التصدي للوضع الوبائي الذي وصفته بـ"الخطير".
وفيروس داء الكلب هو مرض فيروسي مميت يسبب التهابًا حادًا في الدماغ ينتقل إلى البشر من لعاب الحيوانات المصابة بالعدوى عن طريق العض.
وتشمل الأعراض المبكرة لداء الكلب الشعور بالضيق والصداع والحمى التي تتزايد لتتحول إلى ألم حاد وحركات عنيفة وتهيّج لا إرادي واكتئاب ورهاب الماء (أو الكلب).
وتنتاب المريض في النهاية نوبات من الجنون والخمول، مما يؤدي إلى غيبوبة. وعادة ما يكون السبب الرئيسي للوفاة هو قصور التنفس إلّا في حال تلقي العلاج اللازم ضد المرض في بداية ظهور الأعراض.
وقالت منسقة البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب في تونس كوثر حرباش: "إن الرقم المسجل لم تصله تونس سابقًا"، لافتة إلى أنه تم مؤخرًا تسجيل حالة وفاة لشاب عمره 19 عامًا في محافظة سوسة الساحلية وطفل عمره 3 سنوات في محافظة القصرين وطفل يبلغ من العمر 9 سنوات في محافظة سيدي بوزيد.
وأكّد مدير الصحة الوقائية بسيدي بوزيد بشير السعيدي أن الأرقام أصبحت حرجة بعد رصد 889 شخصًا مصابًا بعضة كلب خلال 6 أشهر فقط.
ناشطون على مواقع التواصل يقترحون حلولًا
وقد انتقل البحث عن حلول جدية للحد من انتشار هذا المرض إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت الطبيبة البيطرية مريم محمد: "داء الكلب يتسبب في موت إنسان كل عشر دقائق على كرتنا الأرضية. لقح كلبك تحميه وتحمي نفسك".
وتقول: "إن التحسيس والتوعية مهمان جدًا للقيام بالعلاج في الوقت المناسب في حال عضك أو خدشك كلب أو قط. اتصل واستعلم من أجل صفر حالات وفاة جراء داء الكلب".
أمّا ثريا وهادة فقد قالت: "الحل الوحيد هو حملات التلقيح والتعقيم"، فيما يرى رجا الماجري أنه يمكن استعمال القنص لأجل تخدير الكلاب وبعد ذلك معالجتهم لتحديد النسل. ويقول: "إذا وصلنا لمرحلة خطيرة بسبب حلولكم الترقيعية وغياب خطة واضحة، لا يمكن معالجة مشكلة أنتم من تسبب بها".
وكتب سامح بن حمودة: "بقدر ما لدينا من غابات وأراض فارغة، لا تستطيعون إنشاء جمعيات أو مأوى لجمع الكلاب والقطط من الشارع والقيام بتعقيمهم وتلقيحهم ووضعهم بعيدًا عن المناطق السكنية".