الأربعاء 18 Sep / September 2024

بلينكن في تل أبيب.. هل تملك واشنطن إرادة حقيقية للضغط على إسرائيل؟

بلينكن في تل أبيب.. هل تملك واشنطن إرادة حقيقية للضغط على إسرائيل؟

شارك القصة

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل لبحث آفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل لبحث آفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة - غيتي
يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه الضغط لحماس لقبول الصفقة، فيما ترى الحركة أنه لا توجد إرادة حقيقية لدى واشنطن الحرب في غزة.

للمرّة التاسعة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وللمرة الأولى منذ ختام مباحثات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار، تحط طائرة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل، لبحث آفاق الصفقة التي قالت واشنطن إنها وضعت مقترحات لسد الفجوات فيها.

وكان مصدر خاص للتلفزيون العربي قد كشف ليلة ختام مباحثات الدوحة أن الولايات المتحدة تعهدت بممارسة ضغوط على إسرائيل فيما يتعلق بمحور نتساريم.

"لا إرادة حقيقية لوقف إطلاق النار في غزة"

وبعد التفاؤل الحذر، بحسب الوصف الإسرائيلي، حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنّ "المبادئ التي حددتها تل أبيب ضرورية لأمن إسرائيل"، مشيرًا إلى إمكانية تقديم تنازلات في بعض الأمور التي يمكن التنازل فيها دون تحديدها. ولم يفوّت نتنياهو الفرصة للمطالبة بتوجيه الضغط لحركة حماس لقبول الصفقة وليس إلى إسرائيل، وفق تعبيره.

وأمام جو التفاؤل الذي تشيعه أميركا والحذر الذي تصدّره إسرائيل، يجزم القيادي في حركة حماس أسامة حمدان بأنه لا توجد إرادة حقيقية لدى الإدارة الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة، فما تطرحه واشنطن الآن لا يتضمن انسحابًا من غزة أو وقفًا لإطلاق النار، وفق المصدر الذي كشف أنّ المباحثات لا تزال في مرحلة التفاوض على المعايير ولا حديث بعد عن أسماء الأسرى.

وقالت الحركة في بيان، إنها تعاملت بجدية مع جهود الوسطاء ومع المقترحات الرامية إلى وقف العدوان. فالمقترح الجديد، وفقًا للبيان، يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها.

بلينكن سيحاول الضغط على إسرائيل

فيما يتعلق بزيارة بلينكن، يشير د. توماس واريك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق وكبير الباحثين في المجلس الأطلسي بواشنطن، إلى أن وزير الخارجية الأميركي جاء إلى إسرائيل بهدف الضغط عليها للحصول على موافقتها على اتفاق قدمه الوسطاء الدوليون. وأضاف واريك أن مصر وقطر والولايات المتحدة قدّمت حلولاً للنقاط الأساسية العالقة وقدمت الاتفاق للأطراف، مشددةً على ضرورة توقيعه.

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من واشنطن، يلفت واريك إلى أن هذا هو ما سيعمل عليه الوزير بلينكن خلال اليومين القادمين قبل أن يتوجه إلى القاهرة لمناقشة الاتفاق مع المعنيين من قبل حماس.

فيما يتعلق بموقف حماس من المقترح، يرى واريك أن "الحركة تتراجع إلى تفاهمات تم التوصل إليها في يوليو، بينما يرفض نتنياهو الانسحاب من غزة"، في إشارة إلى تمسك حماس بمقترح 2 يوليو/ تموز الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويوضح واريك أن نتنياهو وافق على المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن تجرى مفاوضات بشأن المرحلتين التاليتين. ويشير واريك إلى أن حماس قد غيرت موقفها، معتبرًا أن "أي اتفاق لا يمكن أن يتضمن انسحابًا كاملاً من غزة في الوقت الحالي"، وفق رأيه.

إسرائيل تطرح "إملاءات"

من جهته، يعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن زيارات بلينكن السابقة لم تثمر عن أي اختراق، مما يدل على عدم وجود نية أميركية واضحة للضغط على إسرائيل، حسب قوله.

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من عكا، يقول شلحت: "لو كانت هناك نية أميركية حقيقية للضغط على إسرائيل، لكانت هذه الأخيرة خضعت لهذا الضغط"، رغم أنها تحدّت النصيحة الأميركية في مرات عديدة.

ويلفت شحلت إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية تلمّح عشية لقاء بلينكن إلى أن الولايات المتحدة ربما ستضغط على إسرائيل، لكن ليس بالقوة التي قد ترغمها للتراجع عن شروطها.

ويلحظ شلحت أن إسرائيل أضافت شروطًا "أقرب إلى الإملاءات" للمقترح الأصلي لاتفاق وقف إطلاق النار وتتمسك بها وتطالب الوسطاء بالضغط على حماس لكي توافق عليها.

واشنطن "لا تستخدم أدوات الضغط المتاحة"

من جانبه، يرى الباحث في العلاقات الدولية أمجد جبريل أن حركة حماس هي أكثر الأطراف حرصًا على إنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وعلى تقدمها للوصول إلى تبادل أسرى ووقف الحرب والتخفيف من العبء الذي يثقل الشعب الفلسطيني.

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من اسطنبول، يقول جبريل: "حماس تريد بالفعل التوصل إلى صفقة وإيجاد نهاية لهذه الحرب الضروس، لكنها تقدم تقييمًا دقيقًا للموقف حيث ترى أنه لا توجد إرادة أميركية حقيقية للضغط على إسرائيل، وأن نتنياهو هو الطرف الذي يعطل التوصل إلى اتفاق".

ويعتبر جبريل أن الحديث عن "تفاؤل" أميركي يحتاج إلى تفسير، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية الأميركية قد تتبع "نمطًا" معينًا لمحاولة دفع الأطراف للاستمرار في التفاوض.

كما يعتقد جبريل أن واشنطن تسعى إلى الضغط على حركة حماس بدلًا من الضغط على الطرف الذي يعطل الوصول إلى اتفاق. ويشير إلى أن نتنياهو يدرك جيدًا أن الضغط الأميركي ليس جادًا، وأن انتخابات الرئاسة الأميركية أصبحت "العامل المؤثر"، حيث أن بايدن هو من يسعى إلى الاتفاق "لأنه بحاجة ماسة إليه لإنقاذ إرثه السياسي".

ويستغرب جبريل حقيقة أن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لكنها لا تستخدم وسائل الضغط المتاحة على إسرائيل. 

ويصف الموقف الأميركي من حركة حماس بأنه "جامد وصلب"، حيث لم تُفتح أي "قنوات خلفية" للتواصل معها.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close