ينطلق اليوم الإثنين، المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، الذي سيلقي فيه الرئيس الأميركي جو بايدن كلمة، وكذلك وزيرة الخارجية والمرشحة الديمقراطية للرئاسة سابقًا هيلاري كلينتون.
والمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي يعقد كل أربع سنوات وهو عبارة عن تجمع للمندوبين، الذين يمثلون الولايات الخمسين الأميركية لاختيار المرشحين الرسميين للحزب لخوض غمار السباق الانتخابي، ضد الحزب الجمهوري من أجل منصب رئيس الولايات المتحدة القادم ونائبه.
وقد نظم الحزب الديمقراطي عشرات المؤتمرات منذ إنشائه عام 1828.
المؤتمر الأول للحزب الديمقراطي عام 1832
وكان المؤتمر الأول للديمقراطيين عام 1832، وبالتحديد في الفترة من 21 مايو/ أيار إلى 23 منه، في مدينة بالتيمور من ولاية ميريلاند.
وكان المرشح الرئاسي آنذاك أندرو جاكسون من ولاية تينيسي، أما المرشح لنائب الرئيس فكان مارتن فان بيرون من ولاية نيويورك.
وأقر المؤتمر آنذاك قرارًا يؤيد ما وصف بالترشيحات المتكررة التي تلقاها جاكسون في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة.
ويعتبر هذا التاريخ نقطة بدء الحزب في تحديد وبلورة مبادئه السياسية، خصوصًا في علاقتها ببقية الأحزاب الأخرى عبر التاريخ.
تحولات مركزية
ومنذ 1832 حتى تاريخ المؤتمر الحالي لعام 2024، نظم الحزب الديمقراطي 50 مؤتمرًا شهد خلالها تحولات مركزية في إيديولوجيته السياسية جعلت له قاعدة شعبية كبيرة في الولايات المتحدة.
ويعتبر المؤتمر السادس والثلاثون للحزب المنعقد عام 1968 من أبرز مؤتمرات المعسكر الديمقراطي، وذلك لتزامن انعقاده في مدينة شيكاغو من ولاية إلينوي، مع احتجاجات شعبية تعلقت بحرب فيتنام، وانتهت بأعمال عنف بين المتظاهرين وعناصر شرطة الولاية وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
وكان الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون قد قرر في شهر مارس/ آذار من ذلك العام عدم تجديد الترشح للمنصب الرئاسي، ما أثار اضطرابات داخل أروقة المؤتمر الذي انعقد من 26 إلى 29 من أغسطس/ آب.
ورشح الحزب هيبورت هيمفري من ولاية مينيسوتا نائبًا لجونسون، ولكن النتيجة كانت انتخاب الجمهوري ريتشارد نيكسون الذي شكل وصوله إلى البيت الأبيض إحباطًا كبيرًا للديمقراطيين.
بيل كلينتون
أما في العام 1996، فقد اختار الحزب الديمقراطي من جديد مدينة شيكاغو لأعمال مؤتمره الثالث والأربعين، الذي انعقد من 26 إلى 29 من أغسطس. وكان الرئيس الأميركي بيل كلينتون من أركنساس المرشح الرئاسي لولاية ثانية للحزب، بينما كان آل غور من ولاية تينيسي المرشح لمنصب نائب الرئيس، وحصل بيل كلينتون خلال انتخابات 1996 على 49.2% مقابل 40.7% للمرشح الجمهوري بوب دول.
أما المؤتمر السابع والأربعون للحزب فانعقد عام 2012 في مدينة تشارلوت في ولاية كارولينا الشمالية من الرابع إلى السادس من شهر سبتمبر حيث ترشح الرئيس الأميركي باراك أوباما مجددًا للمنصب الرئاسي، بينما كان جو بايدن المرشح لمنصب نائب الرئيس.
من منصة المتحدثين، افتتحت ميشال أوباما زوجة رئيس البلاد والمرشح الرئاسي المؤتمر بحضور ستة آلاف مندوب بخطاب ترك انطباعًا جيدًا لدى الأميركيين.
وكان للمؤتمر أثر إيجابي واضح على ارتفاع شعبية أوباما وعلى نحو متوقع، فاز أوباما بنسبة 51.1% مقابل 47.1% لرومني خلال انتخابات ذلك العام.
هيلاري كلينتون
وفي عام 2016، كانت هيلاري كلينتون هي المرشحة الرسمية للديمقراطيين خلال أعمال مؤتمر الحزب، الذي انعقد في فيلادلفيا من 25 إلى 28 يوليو، وكان المشرح لنائب الرئيس تيم كاين.
وأكدت كلينتون في خطابها خلال أعمال المؤتمر على تعزيز الشعار الذي اختاره الديمقراطيون "معًا أقوى"، حيث دعمها العديد من كبار الحزب.
وخلال تلك الفترة، اتهم مدير الحملة الانتخابية الخاصة بكلينتون موظفين حكوميين روسيين، بتسريب رسائل، لترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترمب آنذاك. وفي الأخير، كان السباق الانتخابي لصالح ترمب.
أما خلال عام 2020، فكان المؤتمر استثنائيًا بطبعه بسبب جائحة كورونا التي أثرت على كل التجمعات في العالم، حيث أقيم بشكل افتراضي في غياب الأجواء التقليدية للمؤتمرات السياسية، وترشح الرئيس الحالي جو بايدن لمنصب رئيس الولايات المتحدة، بينما كانت كامالا هاريس مرشحة الحزب لمنصب نائب الرئيس.
ولقي بايدن وقتها دعم مسؤولين ديمقراطيين سابقين كبار على غرار بيل كلينتون وجيمي كارتر، اللذين حضرا المؤتمر لدعمه. كما جاء وزير الخارجية الأميركي السابق الجمهوري كولن باول لدعم بايدن ضد منافسه دونالد ترمب.
