الثلاثاء 29 أكتوبر / October 2024

بعد 110 أعوام.. العثور على حطام شبه سليم لسفينة حربية في مياه اسكتلندا

بعد 110 أعوام.. العثور على حطام شبه سليم لسفينة حربية في مياه اسكتلندا

شارك القصة

العثور في مياه اسكتلندا على حطام شبه سليم لسفينة حربية من الحرب العالمية الأولى
بعد نحو 110 سنوات في قاع البحر، لا تزال بعض عناصر الديكور الداخلي للسفينة واضحة جدًا- صفحة منظمة "لوست إن ووترز ديب" على فيسبوك
عُثر على حطام سفينة حربية كانت قد غرقت بعد هجوم ألماني خلال الحرب العالمية الأولى.

بعد سنوات طويلة من البحث، عثر فريق من الغواصين البريطانيين أخيرًا على حطام سفينة حربية "شبه سليمة" قبالة سواحل اسكتلندا، يعتقدون أنها كانت تابعة للبحرية البريطانية وغرقت خلال الحرب العالمية الأولى.

ويعتقد هؤلاء الغواصون من منظمة "لوست إن ووترز ديب" أنّهم عثروا بعد أكثر من قرن على سفينة "أتش إم إس هوك" HMS Hawke، وهي سفينة غرقت في بحر الشمال بعد أن استهدفها طربيد ألماني في أكتوبر/ تشرين الأول 1914.

وقال بول داونز، الذي كان ضمن فريق الغوص والتقط صورًا للحطام الذي عُثر عليه في شمال شرق اسكتلندا، لوكالة "فرانس برس": إنه "اكتشاف فريد من نوعه في الحياة".

ويشير إلى أنّ "حالة الحفظ مذهلة بالنسبة إلى حطام يعود إلى 110 أعوام وتعرض لقصف عنيف".

وتنتظر منظمة "لوست إن ووترز ديب" التي تبحث عن حطام سفن الحرب العالمية الأولى المفقودة في المياه الاسكتلندية، تأكيدًا رسميًا من البحرية الملكية بشأن هوية هذا القارب.

أُصيبت بصاروخ

وقضى 500 من أفراد طاقم "اتش إم إس هوك" ونجا 70 عندما غرقت جراء هجوم تعرّضت له من غواصة ألمانية في أكتوبر 1914، بعد أشهر قليلة من بدء الحرب العالمية.

وبدأت "اتش ام اس هوك" الإبحار عام 1891، وكان طولها 118 مترًا وعرضها 18 مترًا.

وبعد أن أصيبت بصاروخ طربيد، اشتعلت النيران فيها قبل أن تنفجر وتغرق في المياه العكرة لبحر الشمال، في غضون ثماني دقائق فقط.

ويقول بول داونز إن فريق الغواصين عثر على حطام السفينة على عمق حوالي 110 أمتار، وهو ما ساهم ربما في الحفاظ على حالتها مدى قرن.

العثور في مياه اسكتلندا على حطام شبه سليم لسفينة حربية من الحرب العالمية الأولى
كان طولها 118 مترًا وعرضها 18 مترًا- صفحة منظمة "لوست إن ووترز ديب" على فيسبوك

ويوضح لوكالة فرانس برس أنّ الحطام كان بعيدًا من السطح ومحميًا من العواصف التي تجتاح بحر الشمال في الشتاء.

وبعد نحو 110 سنوات في قاع البحر، لا تزال المدافع والسطح وبعض عناصر الديكور الداخلي للسفينة مثل ساعة ومقياس ضغط جوي، واضحة جدًا.

سنوات طويلة من البحث

ويلفت داونز إلى أنّ "كل النحاس في الحطام مثل الفتحات والمدافع الموجودة على سطح السفينة، لا يزال لامعًا... ويرجع ذلك بالتأكيد إلى أنّ السفينة صُنّعت بشكل جيد جدًا"، باستخدام مواد عالية الجودة، في مرحلة كانت الإمبراطورية البريطانية خلالها في أوج ازدهارها.

وأمضت منظمة "لوست إن ووترز ديب" سنوات وهي تحاول العثور على السفينة الحربية، وبحثت في سجل قائد الغواصة الألمانية وسجلات سفن بحرية بريطانية أخرى كانت على تواصل مع السفينة.

وساعد الفريق تقرير عن "انسداد" قاع البحر على بعد كيلومتر واحد في ثمانينيات القرن العشرين.

وكانت "اتش ام اس هوك" من أولى السفن البحرية البريطانية التي فُقدت خلال الصراع، في وقت كان الأسطول البريطاني يجد صعوبة في مواجهة تهديد الغواصات الألمانية.

ويقول بول داونز: "من الناحية التاريخية، هذا الحطام مهم جدًا"، متوقّعًا عدم إمكان سحبه من المياه من دون تعرّضه لأضرار لأنه بقي في قاع البحر لمدة طويلة.

ورحبت البحرية الملكية باكتشاف الغواصين، وقالت لوسائل الإعلام البريطانية إن مؤرخيها سينظرون في "الأدلة" التي سيرسلها الغواصون "لتحديد الحطام رسميًا".

وإذا كان الحطام يعود إلى سفينة "اتش ام اس هوك" "فمن الممكن أن يصبح حطامًا محميًا. وقد يكون من الممكن الغوص في المياه المحيطة به يومًا ما، لكن من دون لمسه مطلقًا"، على قول داونز.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close