Skip to main content

السلامة النووية بمحطة كورسك.. موسكو تطالب الوكالة الذرية بموقف واضح

الأربعاء 28 أغسطس 2024
تضم المحطة النووية في كورسك أربعة مفاعلات بالإضافة إلى مفاعلين قيد الإنشاء - غيتي

طالبت روسيا، اليوم الأربعاء، الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف "أكثر موضوعية ووضوحًا" بشأن السلامة النووية، وذلك بعد يوم من زيارة رافائيل غروسي المدير العام للوكالة لمحطة نووية في منطقة كورسك التي توغلت فيها أوكرانيا.

وحذّر غروسي خلال زيارة، أمس الثلاثاء، إلى محطة كورسك النووية الروسية من أن قربها من المنطقة حيث تدور المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية "خطير للغاية".

وأفاد غروسي أن زيارته إلى المنطقة أتاحت له "تفقّد الأجزاء الأهم" في المحطة الواقعة على بعد أقل من 50 كيلومترًا عن المعارك التي اندلعت في المنطقة منذ العملية الأوكرانية غير المسبوقة عبر الحدود.

وتفقد غروسي الأضرار الناجمة عن ضربة بطائرة مسيرة، ألقت روسيا مسؤوليتها على أوكرانيا، لكنه لم يذكر الجهة المسؤولة عن شن الضربة.

روسيا تثير مسائل الأمن النووي

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها في مقابلة إذاعية إن موسكو تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتحدث بصراحة أكبر عن مسائل الأمن النووي، ونفت أن يكون ذلك بمثابة طلب من الوكالة لاتخاذ موقف منحاز لروسيا.

وقالت زاخاروفا: "نتابع تقييمات وأنشطة هذا الكيان (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لكن في كل مرة نريد منه أن يعبر بشكل أكثر موضوعية ووضوحا عن موقفه".

وأضافت: "ليس من أجل بلادنا ولا من أجل التصديق فحسب على موقف موسكو، بل من أجل الحقائق التي لها هدف محدد ألا وهو ضمان السلامة ومنع وقوع سيناريو يفضي إلى كارثة وهو مسار يدفع نظام كييف الجميع إليه".

ولم ترد أوكرانيا على الاتهامات التي وجهتها إليها روسيا بشن هجوم على المحطة النووية في كورسك قرب منطقة نفذت فيها القوات الأوكرانية توغلًا مباغتا في السادس من الشهر الجاري والذي لا تزال روسيا تحاول صده حيث يدور قتال على بعد نحو 40 كيلومترًا من المحطة.

وقال غروسي خلال زيارته إن المحطة، التي بُنيت وفقًا لتصميم سوفيتي، معرضة للخطر على وجه الخصوص لأنها على خلاف معظم محطات الطاقة النووية الحديثة تفتقر إلى قبة احتواء كان من شأنها توفير الحماية إذا تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة أو صواريخ أو مدفعية.

"استفزاز نووي"

ولدى سؤال أحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي عن التنديد بالأضرار التي تسببت فيها الطائرة المسيرة باعتبار ذلك "استفزازًا نوويًا" من أوكرانيا، قال غروسي: "مرة أخرى.. توجيه الاتهامات هو أمر يتحتم عليّ كوني المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أتعامل معه بجدية بالغة. لكن من الواضح أننا لا يمكننا فصل ما رأيناه هنا عن أنشطة عسكرية شهدناها مؤخرًا".

وتحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجانبين طوال الحرب المستمرة منذ نحو 30 شهرًا على الإحجام عن القتال حول محطات الطاقة النووية تجنبًا لوقوع كارثة.

وفي الأيام الأولى للهجوم الروسي في فبراير/ شباط 2022، سيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا كما سيطرت لمدة وجيزة على محطة تشرنوبيل الخارجة عن الخدمة شمالًا.

واتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أوكرانيا بمحاولة شن هجوم على محطة كورسك حيث عُثر على شظايا مسيّرة قرب منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك التابعة للمحطة.

وتضم المحطة في كورسك أربعة مفاعلات، بالإضافة إلى مفاعلين قيد الإنشاء، رغم أن اثنين فقط يعملان. وأُغلق مفاعلان آخران.

وتشبه جميع المفاعلات الأربعة تلك التي في محطة تشرنوبيل النووية، أي لا توجد قبّة واقية في محيطها.

المصادر:
وكالات
شارك القصة