واصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، تصعيده في مدن الضفة الغربية ومخيماتها، وذلك بعد أقل من يوم على عملية إطلاق النار عند معبر الكرامة، الذي يفصل بين الأردن والضفة، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.
وفي الأغوار الشمالية بالضفة الغربية المحتلة، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأنّ قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في اتجاه الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون عبور حاجز الحمراء العسكري.
وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن الاحتلال استهدف مركبات المواطنين بالغاز المسيل للدموع، ما تسبب في حالة من الاختناق والإرباك بينهم.
وكان مراسل التلفزيون العربي قد أفاد بأن سلطات الاحتلال أعلنت "الاستنفار الأمني" في المستوطنات القريبة من الحدود مع الأردن بعد عملية معبر الكرامة، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين من أمن المعابر.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان نشرته مساء الأحد، إنّ حادثة إطلاق النار في الجانب الفلسطيني من جسر الملك حسين "عمل فردي"، مشددة على "موقف الأردن الثابت في رفض وإدانة العنف واستهداف المدنيين لأي سبب كان، والداعي إلى معالجة كل الأسباب والخطوات التصعيدية التي تولده".
قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم بلاطة
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليلة الأحد/ الإثنين، مدينة طولكرم ومخيم بلاطة.
وفجر الجمعة، انسحب الجيش الإسرائيلي من مدينتي طولكرم جنين ومخيميها شمالي الضفة الغربية المحتلة بعد عملية عسكرية استمرت نحو 10 أيام، لكن الجيش أعلن في بيان لاحقًا أن العملية في جنين ما زالت متواصلة "حتى تحقيق أهدافها".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا": "اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم منتصف الليلة".
وأشارت إلى أن "عددًا من آليات الاحتلال ترافقها جرافتان من النوع الثقيل اقتحمت المدينة من محورها الغربي، حيث شرعت بتجريف البنية التحتية في منطقة العليمي، وسط تحليق طائرة استطلاع في سماء المدينة على ارتفاع منخفض".
كما أفادت الوكالة باقتحام مخيم بلاطة شرقي نابلس "برفقة جرافة عسكرية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع فلسطينيين".
ووفق شهود عيان، وقعت اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي على مدخل المخيم. ونشر نشطاء مقاطع فيديو لاقتحام طولكرم ومخيم بلاطة تظهر فيها مركبات عسكرية وجرافات.
وصباح اليوم، هدمت قوات الاحتلال منزلًا في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية لـ"وفا"، بأن قوات الاحتلال برفقة آليات ثقيلة اقتحمت منطقة "البيادر" في بلدة حزما، وهدمت منزل المواطن مؤتمن عبد السميع صبيح، بعد أن أجبرت عائلته على إفراغه.
وأضافت أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز السام والصوت لتفريق أفراد العائلة والمواطنين في المنطقة.
الأردن يعلن فتح معبر "الملك حسين"
وعلى صعيد آخر، أعلنت عمان، مساء الأحد، إعادة فتح معبر جسر الملك حسين أمام حركة السفر، مع إغلاقه أمام الشحن، وذلك بعد إغلاقه إثر حادثة إطلاق النار في معبر الكرامة "اللنبي"، ومقتل 3 إسرائيليين واستشهاد منفذ العملية بين الأردن والضفة الغربية المحتلة.
وقال المتحدث باسم مديرية الأمن العام بالأردن (تتبع لوزارة الداخلية) العقيد عامر السرطاوي، إن "جسر الملك حسين سيفتح يوم الغد (الإثنين) أمام حركة السفر عند الساعة العاشرة صباحًا (7:00 بتوقيت غرينتش) مع الإبقاء على إغلاقه أمام حركة الشحن".
ودعا المسافرين إلى "التقيّد بالمواعيد والتعليمات توفيرًا لوقتهم وجهدهم".
ويطلق على الجانب الذي وقعت فيه العملية "معبر اللنبي" وفق التسمية الإسرائيلية، وهو معبر يتوسط المعبر الحدودي الواقع على الجانب الأردني، المسمى جسر الملك حسين، والجانب الفلسطيني المسمى معبر الكرامة.
وأمس الأحد، تم إغلاق المعبر بالاتجاهين من الجانبين الأردني والإسرائيلي إثر حادثة إطلاق نار نفذها سائق شحن من المملكة يدعى ماهر ذياب حسين الجازي، من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان (جنوب).
وصباح الأحد، قُتل 3 إسرائيليين متأثرين بإصابتهم بجروح خطيرة إثر إطلاق نار، في معبر اللنبي.
وأفادت "نجمة داود الحمراء" (الإسعاف الإسرائيلي) بأن "3 مصابين في الخمسينات من عمرهم قُتلوا جراء إطلاق النار على معبر اللنبي (الملك حسين)"، حسب القناة "12" العبرية (خاصة).
فيما قال الجيش الإسرائيلي، عبر منصة إكس: "وصل إرهابي عبر الأردن على متن شاحنة باتجاه معبر اللنبي، وترجل من الشاحنة وأطلق النار على القوات التي تحرس المعبر"، على حسب تعبيره.
وأضاف أن "قوات الأمن قضت عليه (مطلق النار)، كما قُتل عدد من المدنيين الإسرائيليين الذين أصيبوا نتيجة الهجوم"، بحسب ادعائه.
وأعلنت إسرائيل إغلاق المعابر الحدودية مع الأردن، وهي إسحاق رابين (وادي عربة) البري بالقرب من إيلات، واللنبي (جسر الملك حسين) ونهر الأردن (جسر الشيخ حسين) بالقرب من بيت شان.
