الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

منها الوصول إلى المريخ واستخدام الليزر.. مبالغات يُروج لها عن مصر القديمة

منها الوصول إلى المريخ واستخدام الليزر.. مبالغات يُروج لها عن مصر القديمة

شارك القصة

تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار الكاذبة عن الفراعنة وقصصهم - غيتي
تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار الكاذبة عن الفراعنة وقصصهم - غيتي
تشمل الأخبار المغلوطة سرديات خيالية على غرار "تمثال فرعوني تحدّى قصف الحلفاء في الحرب العالميّة الثانية"، واستخدام المصريين القدامى الكهرباء وأشعّة الليزر.

سلطت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير نشرته اليوم الإثنين، الضوء على مغالطات متزايدة بشأن الحضارة المصرية القديمة؛ قام بدحضها فريقها لخدمة تقصّي صحّة الأخبار.

وقالت الوكالة في تقريرها إن منشورات محمّلة بمبالغات وأخبار خياليّة عن الحضارة المصريّة القديمة وأمجادها، تحصد عشرات آلاف المشاركات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

سرديات خيالية عن مصر القديمة

وتشمل تلك الأخبار المغلوطة سرديات خيالية على غرار "تمثال فرعوني تحدّى قصف الحلفاء في الحرب العالميّة الثانية"، واستخدام الكهرباء وأشعّة الليزر، وغزو كوكب المريخ قبل آلاف السنين.

وعلى مدى السنوات الماضية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات كثيرة غير صحيحة عن الحضارة المصريّة القديمة أصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقارير فنّدت الكثير منها، على غرار منشورات تزعم أنّ أحجار الهرم الأكبر صُنعت يدويًا، أو أن مصر القديمة عرفت المصابيح الكهربائيّة منذ القدم، أو - أغربها على الإطلاق - وصول المصريين القدماء إلى كوكب المريخ قبل آلاف السنوات.

"ليسوا بشرًا عاديين"

وشهدت الحضارة المصرية القديمة تطوّرًا علميًا كبيرًا ما زالت آثار البناء والتخطيط العمراني، إضافة إلى النقوش، شاهدة عليه إلى اليوم. لكنّ مروّجي الأخبار المضلّلة لا يكتفون بعرض هذه الحقائق، بل ينشرون أخبارًا غير حقيقية عن التاريخ القديم.

ففي السنوات الماضية، ظهر منشور على مواقع التواصل ادّعى أصحابه أن تمثالًا للملك المصريّ أمنحتب الثاني كان الناجي الوحيد من بين كلّ مقتنيات ومعروضات متحف برلين بعد قصف الحلفاء له إبّان الحرب العالمية الثانية.

وتنسب المنشورات لضابط أميركي في قوات الحلفاء قوله: "من صنع هذا التمثال ليسوا بشرًا عاديين". لكن هذه القصّة ليست سوى من خيال مروّجيها، بحسب ما أكدت مديرة متحف برلين أوليفيا زرون لوكالة فرانس برس.

ومن المنشورات التي تنسب إنجازات علميّة وهمية للمصريين القدماء، ادّعاء وجود نقش أثري لمصباح كهربائي صمّمه المصريون القدماء واستخدموه قبل توماس إديسون بآلاف السنين.

لكن ما يظهر في النقش حقيقة ليس مصباحًا كهربائيًا، بل هو نقش رمزيّ يجسّد نظرية خلق الكون في المعتقدات المصريّة القديمة، بحسب خبراء آثار وتاريخ استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس.

وفي السياق نفسه، ظهرت منشورات تدّعي أن المصريين القدماء استخدموا أشعة ليزر أو تقنيات متطوّرة للحفر على الغرانيت، لكن هذا الادّعاء ليس سوى "خرافة"، بحسب علماء الآثار والتاريخ.

هل وصل الفراعنة إلى المريخ؟

إلى ذلك، تمّ التداول على نطاق واسع بتقرير مصوّر باللغة العربيّة يتحدّث عن وصول الفراعنة إلى المريخ، يستند إلى أقوال "خبراء". لكن هؤلاء "الخبراء" ليسوا سوى هواة معروفين بأفكارهم الغريبة.

أما الخبير الحقيقي الوحيد الذي ورد اسمه في التقرير - عالم الآثار المصريّ زاهي حوّاس - فقد نفى لوكالة فرانس برس صحّة ما نُسب إليه من معلومات "خرافية".

ورأى حوّاس أنّ الهدف الأساسي لمروّجي هذه الأخبار هو "تحقيق نسب مشاهدة عالية"، حتى وإن كان ذلك "على حساب العلم والحقيقة".

وتحصد هذه الأخبار عشرات آلاف المشاركات ومئات آلاف التعليقات، لا سيّما في مصر.

ومن المزاعم الخرافيّة المتداولة أيضًا منذ سنوات، منشورات تدّعي أن المرأة في مصر القديمة كانت المسؤولة عن توزيع الميراث، وهو ما ينفيه الخبراء، أو أن أقدم قبر في التاريخ هو قبر أوزيريس. لكن أوزيريس ليست سوى شخصية أسطورية غير موجودة تاريخيًا.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close